بعد أن اختار معظم منتسبي حزب المؤتمر الشعبي الانحياز للشرعية والجمهورية وخيار الدولة الديمقراطية، تقف النسبة المتبقية مع صالح في مفترق طرق جديد بين التحول إلى الجمهورية والشرعية وبين الاستمرار مع صالح على خوف وقلق يتزايد يوما بعد آخر، وأصبح البعض منهم لا يخفي تذمره من صالح ولا يتردد عن الخطاب الإيجابي تجاه القوى السياسية الواقفة في الضفة الأخرى بصف الشرعية، ومن هذه القوى التجمع اليمني للإصلاح.
باب الوطنية مفتوح ولا يمكن لأحد أن يضع مفتاحه في جيبه، أو يدعي ذلك. يجب النظر بإيجابية تجاه الخطاب الإيجابي الصادر عن هؤلاء، والتفريق بينه وبين الخطاب المماثل في ظاهره من الذي يقوم صالح بتسريبه عبر بعض أبواقه بين الوقت والآخر كنوع من الكيد السياسي لأهداف معينة من قبيل الاستفزاز للحوثيين -على سبيل المثال- وتهديدهم في خضم الخلاف المتصاعد بينهما.
الحوثيون من جانبهم -"ومن يشابه أبه فما ظلم"- يجارونه بذات السياسة، ويفكرون بطريقته نفسها، وبين الوقت والآخر يسربون بعض الخطاب المتضمن للرسائل المصبوغة في ظاهرها بألوان زاهية والموجهة تجاه الأطراف الأخرى، وفي الغالب يكون الهدف أيضا استفزاز أو تهديد والدهم الذي يرون ضرورة الحجر عليه بوصفه مجنونا او مصابا بالخرف.
الجديد اليوم أن يصدر مثل هذا الخطاب على لسان قيادي في الجماعة ليزعم أن جماعته بدأت بالتواصل مع قيادات الناصري والاشتراكي وأحزاب أخرى ذكر بينها الإصلاح للتباحث -كما قال- بشأن ما بعد الحرب.
من التضليل لأنصارهم واستغفال الرأي العام أنهم ظلوا يرفضون الخروج من المأزق عبر الحوار منذ جولته الأولى التي خاضوها في جنيف أيام كانوا ما يزالون مسيطرين على عدن ولحج والضالع وأبين ومعظم تعز ونصف الجوف ويسيطرون على بعض مديريات محافظة مأرب ويحاصرون عاصمتها ويصولون ويجولون في مناطق بالبيضاء وغيرها، ثم يأتون وقد فقدوا كل ذلك وأصبحت أيديهم ترتعش بالأقل المتبقي، فيقوموا مع صالح بتبادل التصريح بأسماء الأطراف الأخرى واستخدامها بهذه الطريقة.
كم يبعث على السخرية من أي شخص أن يرى ضرورة الحجر على آخر، فيما هو يفكر بذات العقلية.
*من صفحة الكاتب على فيسبوك
اقراء أيضاً
ذاكرة الحركة الوطنية
حتى استعادة الدولة
من حرف سفيان أو من خولان