لم يطل عمر الحوثي الى هذا اليوم الا غباء الشرعية وأدواتها العاجزة والفاسدة
بات الناس يدركون ان الحوثي طايع أمه، لان أبوه توفاه الله، فكلما استحكمت عليه الحلقات وضاق عليه الخناق قامت الشرعية بإنقاذه وتفريج كربته.
فبعد ان استهلك كل مدخرات البلد ونهب مواردها، وبات يواجه شبه ثوره وعصيان مدني وبدأت المؤسسات في العصيان والموظفون بالأضراب وحدد موعدا لنزول الناس الى الشارع، جاء القرار الغبي بنقل البنك المركزي ليعطي للحوثي انفراجه طويله ومبررا مشهودا يشهره امام الخصوم، ولو انه مبرر ساقط وهزيل لأن عجزه عن دفع المرتبات كان سابقاً لقرار نقل البنك المركزي، ثم ليأتي ضرب الصالة ليجعل أباً حنيفة يمدد ولا يبالي.
ما استفزني اليوم لإعادة الحديث عن هذا الموضوع بعد ان كنت قررت الصمت عن كل المواضيع ومنذ فتره، هو التعميم المتأخر لمحافظ البنك الجديد القعيطي للبنوك والمصارف والمؤسسات المالية بعدم التعامل مع بنك صنعاء وموافاته بأرصدتها ومواقفها المالية حتى يوم صدور القرا..!!ر
ما أثار انتباهي ليس التعميم بحد ذاته فلا شيء فيه غير اعتيادي، وإنما توقيت التعميم الذي جاء بعد أكثر من شهر من تاريخ نقل البنك المركزي وتغيير قيادته.
طيب يا فهيم أين كنت خلال هذه الفترة؟ وما هو مصير الإصدارات التي صدرت بعد صدور القرار، والتي تعمل كل خميس وبما يقارب من أربعمائة مليار ريال (مائة مليار في كل إصدار اسبوعي)
وإذا كانت هذه طريقتك وأسلوب إدارتك لبنك مركزي في عصر السويفت ووسائل نقل وتحويل الأموال اللحظية فعلى الدنيا السلام، لكن لا غرابة فهذا هو أسلوبك في التعامل مع بقية القضايا والمواضيع الأكثر اهميه وإلحاحا.
هل تعتقد أن الحوثي سينتظر لك كل هذه الفترة ليتصرف بما تبقى من أموال في البنك او اي موارد يستطيع الحصول عليها بواسطته؟؟؟ صح النوم يا ذكي.
بصراحة انا لم أتفاجئ بهذا العجز والغباء، لما عرف عنه من ايام مصرف اليمن وبعدها بالبنك المركزي والمعهد المصرفي ولجنة المناقصات ثم في كاك بنك الذي اظهر عجزه وفشله وحاجات أخرى، حيث تركه لصلاح باشا يعبث فيه وذهب ليقيم في الاْردن بامتيازات كامله وبدل سفر يومي ألفين دولار أمريكي باليوم قرره هو بنفسه ولمدة سنتين حتى انتقل الى حضن أكبر وهو وزارة المالية..!!
لأكثر من سنة لم يعمل شيئا في وزارة المالية وغرق وسط أموال التحالف، ونسى مسؤولياته تجاه البلد والاموال العامة التي تركها لأطفال الحوثي ولجانه الثورية يعبثون بها وينهبونها، ولم نسمع له صوتا حتى أطل علينا بمؤتمره الصحفي بعد تعيينه محافظا للبنك، وهو ماكان يلهث وراءه باعتقاده ان البنك سيكون أكثر راحة، وأكثر مردودا من وزارة المالية، أطل علينا ليشكي ويبكي من المحافظ بن همام، ويلقي بمسؤولياته وعجزه كوزير مالية على المحافظ، ولم يقل لنا شيئاً عن خططه ومشاريعه للحاضر والمستقبل.. وياليته سكت.
ليس دفاعا عن بن همام فهناك اخطاء وقع فيها فيما يتعلق بالاحتياطيات الخارجية، لكنها كما عرفنا انها كانت بضوء اخضر وتعليمات من رئيسك بحاح بناء على مشورتك الغبية، والذي كان يأمل ان يعود الى صنعاء ملكا متوجا على اليمن بتواطؤه وتآمره مع الحوثي وبدعم من بعض الدول قبل ان يطاح به، لكننا نقول ماهو حق ان بن همام هو محافظ بنك لا يستطيع ان يمنع صرف أي شيك او يرفض اي ارتباط لصاحب الحساب بالصرف من حسابه وتحت توقيع المخولين بالصرف من وزير المالية.
هل قام القعيطي بإلغاء توقيعات المخولين بالسحب من الوزير الحوثي السابق زمزم الذي جلبه جلال عبدربه ومحمد ناصر احمد ليستطيعوا من خلاله نهب كثير من موارد البلد قبل ان ينقلب عليهم ويلتحق بالحوثي عندما دار الزمن على عبدربه؟ كلا، لم يفعل شيئا، وجاء ليلوم بن همام. كنت اسمع للمؤتمر الصحفي لمنصر القعيطي بعد تعيينه محافظاً للبنك المركزي، لم اسمع جمله صادقة فيما يتعلق بأسباب الانهيار، ولم اسمع شيئا عن خطته للتعامل مع الوضع، وتطمين الناس والجهاز المصرفي، وكل ماسمعناه بكاء وشكاء من بن همام، وكأنّ بن همام كان وزير المالية او رئيس الحكومة وليس مجرد محافظ بنك.
اليوم وضع الناس مزري، حتى في المناطق التي تحكمها الشرعية ويسيطر عليها التحالف. المجاعة تجتاح المدن والارياف في كل المحافظات، والقعيطي يتذكر، بعد شهر ونصف، أن يعمل تعميم كان من الضروري عمله يوم صدور قرار نقل البنك، فما بالك بالأمور الأخرى: متى سيفطن لها ومن سينبهه بشأنها؟
هل يعتقد الرئيس عبد ربه ورئيس الحكومة بن دغر ان القعيطي العاجز والباشا الشاب اللطيف الذي جنى عليه القعيطي بتحميله مالا طاقة له به (فقط ليضمن ان لا أحد يكشف عجزه باصطحابه معه في منصبين من اخطر المناصب المالية والمصرفية في اقل من سنه) وكأن المالية والبنك المركزي شركة خاصة بالقعيطي، يعين فيها ولده وصديق ولده، وليست اجهزه مركزية هامة تخضع فيها التعيينات لمعايير وتتطلب مؤهلات وخبرات لا يملكها القعيطي ولا من أتى بهم..!
هل يعتقدون انه يستطيع ان ينجح بالبنك المركزي بما فشل فيه بالمالية؟ وهل يستطيع، من فشل بإدارة بنك تجاري في ظروف عادية، ان يدير بنك مركزي في ظل وضع منهار وغير طبيعي؟
لا نعتقد ذلك، والدليل: الى الان لم نرى شيئا ولم نشعر بأي حركه غير الجعجعة الفارغة، بل مللنا من الانتظار لوصول القعيطي الى عدن والتي لم يصلها حتى اليوم..!! على الأقل ليعرف الوضع، ومع من يتعامل، ام سيكتفي بالإدارة بالمستحقات عن بعد..!! كما فعل مع البنك الزراعي.
الحوثي طايع والديه، وأمه راضيه عنه، وهادي وبن دغر والقعيطي شقاة ناصحين معه، والشعب يأكل مطبقية والا بسكويت، والا على راي صاحب تعز: يصبر القعيطي ششقي وشندي له، مو شنكره
اقراء أيضاً