قبل نحو اسبوع خرج الجريح عصام الوجيه مستشفى في العاصمة الهندية كان يفترض أن يتلقى العلاج فيه، وعصام جريح من تعز مشلول الاطراف بسبب شظايا القذيفة التي أصابته في أسفل ظهره، وانتزعت لحم إليتيه، ونهشت من لحم فخذيه وساقه وقدمه، خرج عصام من سريره ولحمه يتساقط وكان يحتاج إلى سبع عمليات بقيمة تصل نحو 37 ألف دولار!
حينها تواصلت الدكتورة خديجة الحدابي بحزن شديد ووجع بالغ؛ مع كثير من الاطراف، وبدأت قطرات الخير تتوالى كحبات المطر، وتوالت التبرعات، خمسة الف، عشرين، مائة الف .. عقد ذهب تبرعت به أنيسة اليوسفي، وهنا بدأ النقاش مع الدكتورة خديجة وهي رئيسة مؤسسة شهيد التنموية، ووالدة الشهيد محمد عز الدين، وتم الترتيب لتنفيذ مزاد خيري على الطقم الذهب تحت هاشتاق #ذهبنا_علاجا_لجرحانا، وتوالت التبرعات على صفحة الرائع أسعد الشرعبي حتى وصلت ثلاثة مليون ريال يمني تبرع بها رجل خير سعودي بتواصل كريم من الاعلامي الرائع محمد المهدي، في حين امسينا هذه الليلة بخبر وصول المزاد الى 22 ألف دولار من فاعلة خير كويتية عن طريق رائدة في فعل الخير اسمها هناء الزهيري.
كثيرون هم الان من يحملون هم الجرحى، وهناك أخبار ستتوالى، أخبار مغمسة بالفرحة والعافية لجرحانا الاشاوس العظماء.
**
وصباح أمس جلست استعرض صور عصام الوجيه بجوار بناتي، وكنا نتحدث عن قرب العيد، وكانت نداءات بناتي تتصاعد عن ضرورة شراء ملابس للعيد واضحية، وكان النقاش محتدم وأنا اصغي في قلق!
ناقشتني صغيرتي عن عصام الوجيه، لماذا اصيب؟!
في الحقيقة يا صغيرتي هذا البطل التعزي كان في المدينة حين حاصرها الاغراب الدخلاء، من عصابات طهران وكيري، وكانوا مجموعات لصوصية دخلوا العاصمة ونهبوا بيوت أهلها، سرقوا ذهب النساء وحليهن وفجروا البيوت وعاثوا في الأرض الفساد، فما كان من عصام ورفقته إلا أن تقدموا الصفوف وجعلوا من اجسادهم طعاما للرصاص وصدوا العدوان الفارسي الغاشم، وكسروا الانقلابيين ودافعوا عن العرض والحق والبيوت والمدينة، لقد حالوا بين اللصوص وبين ذهب النساء وكرامتنا أولا وقبل كل شيء، ثم تركناهم مخذولين يأنون منذ عام ونصف بلا علاج !
فهل هذا من العدل أن نخذل من حافظ على كرامتنا وحقنا وحلالنا؟!
كانت تهز رأسها غير مصدقة ما يقال، ولا تقبل ما تسمعه..
قلت مبررا: الحرب استهلكتنا كثرت علينا المصائب وتكالبت الاوجاع، فتاه الجرحى بأنينهم تحت ركام المواجع.
والآن حان وقت العيد يا صغيرتي، فهل يمكن أن نرد ديننا لجرحانا، ونعتبرهم عيدنا وعافيتهم فرحتنا؟!
تهللت وجوههن وأعلن الموافقة على الفور..
وانا بدوري أعلن عن تقديم أضحيتي وتكاليف ملابس بناتي لعلاج الجرحى، اعترافا بحقهم وردا لبعض جميلهم علينا كمجتمع وشعب.
الى جرحانا، لقد أقررنا أن #عيدنا_لجرحانا ، ولا فضل ولا منة بل نطلب منكم السمح والعفو على تقصيرنا واهمالنا لكم..
لن نزج بكم في نفاصيل تضج باوجاعكم بعيدا عنكم، وسنقوم بدورنا نحوكم، لنسد ثغرة كنا نغرق فيها، فعافيتكم بوابة نصرنا الكبير..
صباح الغد سيتم تحويل مائة الف ريال يمني لحساب مؤسسة شهيد، عسى الله ان يقر أعيننا بعافيتكم ونصره القريب.
وكل عام وأنتم أبطالنا الأباة..
اقراء أيضاً
ماذا فعلت حماس؟
حينما يغسل "الطوفان" ندمك!
سووا صفوفكم.. إنه سبتمبر المجيد!