في " الماضي القريب البائد " كنا نذهب للمحكمة الجزائية للتضامن مع يحي الديلمي ومحمد مفتاح ومحمد المقالح وعبد الكريم الخيواني ، وغيرهم من المعتقلين المحسوبين على تيار الإسلام السياسي الزيدي الذين استهدفهم نظام صالح مستخدما القضاء والقانون كأداة لتصفية الحسابات السياسية معهم .
أتذكر أنني كتبت نصف صفحة في الشورى بعنوان " إدارة القضاء من طيرمانات التوجيه المعنوي " بعد اعتقال القاضي لقمان في حراز تقريبا.
وأتذكر ظاهرة لفتت نظري ، حيث كنا نشاهد بإعجاب حضور أعداد من النساء المتضامنات مع المعتقلين ، حيث رأيتهن مرة جالسات في رصيف شارع الميثاق المجاور للمحكمة الجزائية ، يقرأن سورة ياسين تقريبا ، وكانت ظاهرة احتجاج مدني ملفتة على ما يتعرض له أقاربهن ، وبعضهن كن طالبات في حلقات تدريس لهذا التيار الذي كان يشكو من استهدافهم ومنعهم من إحياء مناسباتهم الدينية وشعائرهم وغيرها .
أما اليوم يا أبناء بلادي ، في الحضر والبوادي ، فقد جاء " عهد جديد " ، واخذ الدولة وسلطتها مع انه لم يعرف يوما صندوق الانتخابات ، ولم يكتفي بذلك بل أخذ السلطة في المجتمع عبر الاستحواذ على منابر الجوامع والجامعات والمدارس ، وتعميم رؤيته وتوجهه وثقافته فيها ، وقام هذا التيار وسلطته المفروضة بالأمر الواقع باعتقال صحفيين منذ عام كامل ، وعندما قامت أمهات وأقارب هؤلاء المعتقلين برفع صوتها وإيصال معاناة المعتقلين وأسرهم بوقفات احتجاجية أمام مكتب النائب العام ، دفع هذا التيار بحشد من ناشطاته ب " وقفة ضرار " قامت بمضايقة النساء المكلومات بإخفاء أقاربهن ، ووصل الأمر إلى حد الاعتداء عليهن .
كان معتقلو التيار الحوثي وأسرهم يحظون بدفء التعاطف والمساندة من قبل المجتمع في جلسات المحاكمة ، أما اليوم فيعتقلون مخالفيهم من دون محاكمة أو توجيه تهم ، ويمنعون أسرهم من رفع صوت وجعها في فضاء الله الواسع.
*من صفحة الكاتب على فيسبوك
اقراء أيضاً
برنامج الاغتيالات
ليلة القدر.. أو "لحظة التجلي"
الإلحاد والإصلاح الديني