أظهرت الاحتفالات الشعبية العارمة التي اكتسحت المحافظات اليمنية بمناسبة فوز منتخب الناشئين تحت سن 17 ببطولة كأس غربي آسيا، أن مليشيا الحوثي تعتبر الخصم الأبرز للشعب اليمني، وعلى عكس ما يقوله الإعلام الخارجي إن هجمات مليشيا الحوثي الاستعراضية كما يقولها عامة الشعب اليمني، أو المنضبطة كما يصفها المسؤولون الغربيون لم تسبب لهم أي شعبية.
خلال الشهرين الماضيين، لم تعلن مليشيا الحوثي أي انضمام لها تقريبا، وعلى عكس الادعاءات الحوثية بأنها جندت عشرات الآلاف من السكان الذين انضموا لها، فإن الحقيقة أنها لم تكسب أي شيء شعبي تقريبا.
لم تخرج الاحتفالات الشعبية في اليمن نتيجة ثقافة رياضية؛ الرياضة في اليمن هي في أسوأ حالاتها، وحولت مليشيا الحوثي معظم الأندية والملاعب والمقرات الرياضية إلى ثكنات عسكرية، وحول مهدي المشاط مبنى الطب الرياضي في مدينة الثورة بصنعاء إلى سكن لكبار قيادة المليشيا، بينما تعسكر مليشيا الحوثي على سبيل المثال في أكبر ملعب رياضي في إب، كما لا يوجد أي نشاط رياضي أو دوري عام لكرة القدم اليمنية منذ سقوط الجمهورية بيد الحوثي.
الخروج الشعبي الذي احتفل به آلاف اليمنيين في عدة محافظات خاصة صنعاء، اكتسح أيضا القرارات الحوثية، وخطاب عبدالملك الحوثي المتوعد بمزيد من الحرب، وكذا بيان المجلس السياسي الأعلى للحوثيين، بأنهم يعلنون حالة الحرب، ضد التحالف البحري الذي تقوده الولايات المتحدة.
كان معظم الخارجين والمحتفلين في تعز مثلا من الجيل الذي كان طفلا عندما أسقطت المليشيا الحوثية الجمهورية وسيطرت على صنعاء، وخلت كل الهتافات في كل المحافظات بما فيها صنعاء والحديدة وإب وغيرها من أي شعار حوثي، أو أي شيء يدل على دعمها مليشيا الحوثي.
ونظرا للطبيعة الإرهابية المغلقة للمليشيا الإرهابية، فإن أي فعالية شعبية عفوية لم تخرج بتنظيم حوثي، يدل على حراك شعبي يناهضها، كما أن الشعارات والرايات التي رفعها المحتشدون في معظم المحافظات رفعت العلم الجمهوري الذي مزقته المليشيا قبل ثلاثة أشهر فقط، ويدل رفع العلم الفلسطيني بجانب العلم اليمني، على روح تضامن معروفة تاريخيا في اليمن مع الشعب الفلسطيني، وتحمل في عمقها أيضا، رسالة إلى الحوثي أن ما يقوم به من هجمات عسكرية بحرية ليس لها أي صدى أو تحظى بتأييد شعبي، مهما كانت نتائجها لأن الشعب اليمني خبر تماما مليشيا الحوثي وأهدافها، وانتهازيتها وتبعيتها المطلقة لإيران.
يشير الخروج الكبير أيضا للمحتفلين في عدة محافظات، بما فيها صنعاء وإب والحديدة إلى أن زمن الحظر على التجمعات والمظاهرات انتهى للأبد، رغم القمع الشديد والخطف الذي نفذته المليشيا بحق الشباب في عدة محافظات بمناسبة ذكرى ثورة 26 سبتمبر قبل ثلاثة أشهر.
اقراء أيضاً
كيف يهزم العصيان المدني الحوثيين؟
تهديد الحوثي ككلب بلا أنياب
كي لا يخطف الحوثي المبعوث الأممي