يبحث الحوثي عن كبش فداء لمواجهة الاحتجاجات الاجتماعية المتصاعدة، مرة، الموظفين الحكوميين، وأخرى المضربين، وثالثة الشيخ صادق أبوراس، وأخرى عملاء الإمارات ومخطط السفارة الأمريكية.
ويشير إعلام الحوثي إلى أن الاتجاه السائد لدى الجماعة الحوثية هو أن يكون المؤتمر الشعبي العام الموالي لها الخصم الذي ستنقض عليه لإرهاب الموظفين واستباق أي تحركات أو تظاهرات شعبية في صنعاء والمحافظات الأخرى.
حملة التهم والتخوين التي يسوقها الحوثي ضد الفعالية الحزبية للمؤتمرالشعبي العام بقيادة صادق أبوراس رئيس الحزب نائب رئيس ما يسمى المجلس السياسي الأعلى، توجها رئيس المجلس السياسي الأعلى الحوثي مهدي المشاط نفسه، في خطاب له بعمران قبل أيام، ثم توجه منها إلى صعدة وحرف سفيان مرة أخرى، في محاولة يائسة منه لإعادة ترتيب وضع الجماعة الحوثية وخوض حرب جديدة لكن ضد ما بقي من حلفائهم من المؤتمر الشعبي.
الفرضية الحوثية التي تتجه لتقول إن الاحتجاجات الاجتماعية والسياسية والمهنية في مناطق سيطرة الحوثي يقودها المؤتمر الشعبي العام، خاطئة، ودموية وفي وقت ضائع باعتراف قيادات عدة من الحوثيين مثل علي القحوم عضو المكتب السياسي للمليشيا الحوثية.
التحركات الاحتجاجية تمثل الطيف اليمني كله، في مناطق سيطرة الحوثيين، يخوض التجار إضرابات عن الاستيراد، وأصوات ناقلي البضائع من موانئ الحديدة ترتفع يوميا، ويخوض المعلمون إضرابا عن التعليم، وبدأ أساتذة الجامعات تحركاتهم أيضا لكنهم لم يصلوا بعد إلى الإضراب بتشكيل نادي مهني يمثلهم، أما شيوخ القبائل فقد تخلوا عن الأعراف القبلية التقليدية التي لا تنتزع الحقوق، ولجأوا إلى التظاهرات أيضا كما رأينا في عدة حالات لبني مطر، والحارث، وآنس والحيمتين وغيرهم.
التحركات الشعبية السابقة، هي تطور طبيعي للمعارضة الشعبية المتنامية ضد الحوثي، وحتى الآن أخذت طابعا مهنيا أكثر منها تحركا شعبيا، لكنها في الطريق إلى أن تكون سيل جارف، يزلزل السلطة الحوثية الباغية والفاشلة في آن معا.
والمحاولة الحوثية بتحويلها إلى حرب تستهدف المؤتمر الشعبي العام، ورئيسه صادق أبوراس وقيادة وكوادر المؤتمر ليس لها أفق، باعتراف محمد المقالح عضو اللجنة الثورية العليا سابقا والمقرب من عبدالملك الحوثي، الذي قال لجماعته مؤخرا إن حربكم على أبوراس والمؤتمر هي حرب على أنفسكم ستؤدي إلى تقسيمكم عسكريا وما يترتب على ذلك من تداعيات. وأكد المقالح أن الغضب الشعبي المتراكم سيتحول إلى ثورة لفشل الجماعة المخزي في إدارة مؤسسات الدولة بصنعاء، بعد أن تعامل معها الشعب هناك على أنها حكومة عليها واجبات ومسئوليات.
لم يكن تأييد المؤتمر الشعبي العام لأصوات المرتبات نكاية أو محاولة استقطاب أصوات، بل تعبير عن واقع اجتماعي واقتصادي مزر، يعيشه أفراد الحزب وعائلاته وأنصاره باعتبارهم من أكثر الشرائح الاجتماعية التي كانت تعتمد على الوظائف في تسيير حياتها، ومعهم شريحة مهمة من الموظفين، وبالتالي فإن الاحتجاجات الاجتماعية مثلت أملا للمؤتمر الشعبي للتخلص من الضائقة الشديدة عليه، اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا. وأعلن الحزب صراحة تأييده لعبدالملك الحوثي في المواجهات سابقا، وأكدها مرة أخرى بدعمه لإجراء تغييرات في تركية الحكومة الحوثية، بمعنى أنه ليس متمردا ولا يفكر في أي مواجهة معهم.
يفسر آخرون المحاولة الحوثية في البحث عن كبش فداء بطريقة عسكرية لمواجهة الضغوط الاجتماعية والشعبية بأن المليشيا تعيش أزمة انقسام حادة على مستواها العسكري، ومظاهر تلك الأزمة تبدو على شكل صراعات سياسية واجتماعية أو تعمل على إذكائها، وموطن تلك الصراعات في صعدة، لا خارجها، أما تأثيراتها وانعكاسها فتقع في صنعاء والمحافظات الأخرى.
اقراء أيضاً
كيف يهزم العصيان المدني الحوثيين؟
تهديد الحوثي ككلب بلا أنياب
كي لا يخطف الحوثي المبعوث الأممي