مع دخول إضراب المعلمين أسبوعه السادس بنجاح هائل، يشترك فيه على الأقل 85 ألف مدرس، فضلا عن عشرات الآلاف من الموجهين والتربويين والإداريين، تواصل مليشيا الحوثي غطرستها، وترفض صرف المرتبات، استنادا إلى عقائدها الإجرامية الجارودية التي تكفر الناس وتمنع حتى أتباعها ومواليها من حقوقهم.
رغم الغطرسة الحوثية والطغيان الذي لا يرى قيمة سوى لعائلة عبدالملك الحوثي الهاشمية والعائلات الهاشمية فقط، يبدو أن خيار تصعيد الإضراب وانتقاله إلى إجراءات عملية أكثر هو خيار ممكن لانتزاع المرتبات منها قسرا، خاصة إذا فشلت الجهود العمانية التي تعول عليها مليشيا الحوثي كثيرا في تهدئة الغضب الشعبي.
في وسائل التواصل الاجتماعي في صنعاء والمناطق التي تحتلها العصابة الحوثية، يبدي كثير من الموظفين والمعلمين استعدادهم للانتقال إلى مرحلة التظاهرات الشعبية لإجبار المليشيا على دفع مستحقاتهم.
إضراب نادي المعلمين والموظفين عن العمل دفع بكثير من قادة العصابة إلى إظهار نوع من التعاطف الشكلي الكلامي مع المعلمين، كتهديد القيادي الحوثي بأن المرتبات ستجعل خيار الحرب، بديلا إن لم يتم التوصل إلى اتفاق لصرفها.
التهديدات والوعود العلنية الكثيرة لمليشيا الحوثي بشأن المرتبات، لم يعد يتعامل معها أحد من الموظفين بجدية، وبدأ نادي المعلمين بسرد سلسلة من الوعود والأوامر والإجراءات الحوثية لمعالجة صرف المرتبات طيلة السنوات الماضية، وأنها كاذبة، وأن كل ما تقوله المليشيا ليس له قيمة حتى صرف المرتبات بانتظام وصرف مرتبات السنوات الماضية.
وتطور الأمر ليصل بنادي المعلمين والموظفين للتدقيق أكثر في موارد المليشيا الهائلة التي تنهبها منذ سنوات طويلة، وهو ما دفعهم إلى تفنيد كل أقوالها وتكذيبها، ورفض سياساتها، بما يمهد لاشتداد الغضب الذي صار سلوكا عبر الإضراب بعد أن كان يتقد في الصدور الفترة الماضية.
الغضب المتراكم يشير إلى أن إمكانية التظاهرات أمر ممكن، خاصة بعد أن أيد المؤتمر الشعبي العام في صنعاء، الموالي للحوثي، مطالب الموظفين واحتجاجاتهم، وحقهم في التعبير عن مطالبهم المشروعة والدستورية.
انتظم آلاف أو مئات آلاف اليمنيين في العمل لدى الحكومة والمؤسسات الرسمية منذ الجمهورية، وانقطعت أعمالهم وصودرت حقوقهم وأرزاقهم بسقوطها، ولأجل عودتها ثمة خيار وطريق وحيد، هو استعادتها.
الزخم الذي شكله إضراب الموظفين وتحركات القطاع الخاص، وشيوخ القبائل، والانقسام الهائل الذي تعانيه المليشيا الحوثية، يجعل من خيار التظاهر أمرا ممكنا، خاصة بعد افتقاد المليشيا لكل المبررات التي كانت تستغلها في السنوات السابقة، لقمع أي تحرك.
وتشير سلسلة من التظاهرات الصغيرة منذ نهاية السنة الماضية إلى أن التظاهرات صارت خيارا ممكنا بأعداد كبيرة حتى في قلب السبعين بصنعاء، وأن أغلبية السكان يؤيدونه، وفق اعتراف نائب رئيس المجلس السياسي الأعلى للحوثي، صادق أبوراس بما فيهم الكثير من أعضاء وكوادر الحزب.
وبحسب المعلومات المتوفرة فإن المليشيا الحوثية اضطرت إلى إعادة فتح شركة برودجي سيستمز لإنهاء العقود التي لديها عن المشاريع الماضية، وتحويل مالكها من السجن إلى المحاكمة بعد ثمانية أشهر من خطفه، نتيجة تظاهرات شجاعة قامت بها أسرته وأنصارها من الموظفين.
ويوفر فرصة دخول شهر الثورة والجمهورية سبتمبر فرصة مناسبة لأن يستطيع المعلمون والموظفون وغيرهم من الغاضبين والناقمين استغلال الأجواء الحاسمة لهذا الشهر والاحتفالات العارمة بثورة 26 سبتمبر أن تجعل من تظاهرات المعلمين قيادة لبلورة عشرات التظاهرات في كل المدن اليمنية المحتلة وحتى خارجها، لإعادة الأمور إلى نصابها، على أن يتم التحضير لتلك التظاهرات من الآن.
اقراء أيضاً
كيف يهزم العصيان المدني الحوثيين؟
تهديد الحوثي ككلب بلا أنياب
كي لا يخطف الحوثي المبعوث الأممي