كثفت مليشيا الحوثي الإرهابية من هجماتها على جامعة صنعاء، والعملية التعليمية في اليمن، بمختلف مستوياتها، ضمن توجه حوثي إمامي بغيض يحرم العلم والتعليم على اليمنيين.
 
وفي أحدث هجوم على العملية التعليمية الجامعية في صنعاء، قررت مليشيا الحوثي تقصير مدة الدراسة على الطلبة في كلية الإعلام بجامعة صنعاء، إلى ثلاثة أيام فقط، بحجة فصل الطلاب عن الطالبات.
 
القرار الحوثي بفصل الطلبة عن الطالبات، يأتي متسقا مع المصنفات العقائدية للمليشيا الزيدية الجارودية بأن خصومهم " أولاد زنا وحرام" كما ورد في كتبهم ومجاميعهم، لكنه يهدف إلى أبعد من كل المبررات التي ساقتها المليشيا.
 
يرجع البردوني رحمه الله في كتابه اليمن الجمهوري أن الحركة الوطنية اليمنية التي أطاحت بحكم الإمامة وجاءت بالجمهورية جاء من الطلاب، بما فيهم الطلبة الذين حاولت الإمامة حينها من الاستفادة منهم ومن تعليمهم لحمايتها.
 
وكانت المدارس في أربعينيات القرن الماضي على قلتها التي لا يزيد عدد إجمالي الطلاب فيها عن 1000 طالب بما فيها المدارس التحضيرية، ودار العلوم والكلية الحربية والمبتعثين هم المجاميع التي حاولت القيام بالثورة الدستورية في 48، ثم استمرت في التصعيد رغم النهاية المأساوية لتلك المحاولة.
 
ويقول البردوني وغيره من الكتاب عن الحركة الوطنية والثورة الجمهورية ضد الإمامة إن الحركة الطلابية كانت محور وأساس الثورة. وقد أدت تظاهراتها خلال الخمسينيات إلى تصدع بنيان نظام الإمامة البغيض، مع أن مستوى التعليم فيها كان متدنيا إلى أبعد حد، ومحدود في عدد من المدارس لا تزيد عن أصابع اليد، ولا تتبع أي نظام تعليمي حديث معترف به.
 
وفي 2011 كان طلبة جامعة صنعاء أول من قاد الحراكات الجماهيرية في الثورة التي أطاحت بالرئيس الأسبق علي عبدالله صالح، وكانت ساحة التغيير تقع أمام بوابة جامعة صنعاء وفي حدودها من الجامعة الجديدة إلى الجامعة القديمة.
 
يدرك الحوثي تماما أن الثورة الشعبية ضده قادمة لا محالة، وأن الطلبة سيكونون حتما هم عمادها، ولذلك سعى ويسعى من خلال عدد من الوسائل مثل قطع مرتبات أعضاء هيئة تدريس الجامعة وقتلهم واغتيالهم وطردهم، وتغيير المناهج الدراسية وإنشاء الجامعات البديلة، والتنسيق مع الحرس الثوري الإيراني وباسيجه الإرهابي وجامعاته الشيعية إلى حماية نفسه من الحركة الطلابية خاصة أن جامعة صنعاء قبل سقوط الجمهورية يبلغ عدد منتسبيها في مختلف كلياتها وأقسامها العلمية ومستوياتها الدراسية أكثر من 100 ألف طالب وفق بعض التقديرات، بينما تبلغ قدراتها الاستيعابية 11 ألف طالب سنويا في النظام العام ومثله في الموازي، ناهيك عن النفقة الخاصة.
 
ومما لا شك فيه، أن المحاولة الحوثية البائسة لتدمير جامعة صنعاء لن يكتب لها النجاح وأن الطلاب قد قادوا فعلا السنة الماضية تحركا فعالا مناهضا لأدوات السيطرة الحوثية مثل نادي الخريجين الحوثي الإرهابي وملتقى الطالب الجامعي والمشرفين الحوثيين على الجامعة، وأدى حينها إلى وقف مؤقت لأنشطة نادي الخريجين.
 
كما قاد الطلاب تحركات عدة ومظاهرات تطالب أيضا بتخفيض رسوم التعليم الموازي.
 
وكان أول إضراب من نوعه ضد قرارات مليشيا الحوثي منذ سيطرتها على صنعاء قد بدأ من أعضاء هيئة تدريس الجامعة في مارس وأبريل 2016 عندما بدأت مليشيا الحوثي فرض إداراتها وأتباعها على الجامعة.
 
وبينما ترى مليشيا الحوثي أن إجراءاتها ضد جامعة صنعاء ستؤخر الثورة ضدها، بما فيها قرار المشاط اللعين نفسه تسليم مباني أعضاء هيئة التدريس ونصف أراضي الجامعة مؤسساتها وكلياتها وأصولها إلى هيئة الأوقاف الحوثية، يحدو الأمل الشعب اليمني في أن يكون الطلاب هم السباقون دوما إلى التصدي للطغيان الإمامي والغزو الفارسي والغطرسة الحوثية، كما فعلوا في أربعينيات القرن الماضي وحتى 2011، وإن غدا لناظره قريب.