تقترب الاحتجاجات العارمة في إيران من شهرها الثالث، مصممة على مطالبها بإسقاط نظام الآيات والملالي الإرهابي، وفشل النظام في مواجهة الاحتجاجات رغم تهديدات متكررة للحرس الثوري وقوى الأمن الإيرانية المتعددة التي قمعت سابقا احتجاجات عارمة في 2019و 2009.
المعلومات الدقيقة عن الاحتجاجات في إيران تتحدث عن مواجهة قوية بين طرفين عنيدين وقويين: المحتجون والنظام، والمواجهة بينهما محتدمة والخيارات تضيق أمام النظام الإيراني.
إن استطاع النظام الإيراني السيطرة على الاحتجاجات فإن القيم التي انتزعها المحتجون تغير من طبيعة النظام حتما، وشكلت صدعا حقيقيا لن ينتهي قبل إزالة النظام الإيراني مهما طال عمره.
التهديدات الإيرانية بتحويل المعركة مع المحتجين إلى معركة خارجية مع الكرد أو مع الخليج العربي عبر المليشيات في اليمن وإيران فشلت حتى الآن، كما أنها لم تثر أي انتباها للمحتجين، كذلك لم يؤد الهجوم على مرقد في شيراز المنسوب إلى تنظيم الدولة في تهدئة الأوضاع.
يمنيا، الحوثي أسوأ بملايين المرات من نظام الملالي ولم يقدم أي شيء مهم ليكسب به فئة اجتماعية أو قطاعا شعبيا واحداً حتى الهاشميين أنفسهم صاروا منقسمين بشدة من السلوك الحوثي.
شعبيا أظهرت ردة الفعل القوية على مدونة السلوك الوظيفي الحوثية غضبا شعبيا متناميا أسقط هيبة الحوثي من نقده في وسائل التواصل الاجتماعي، إحدى أهداف الحوثي من المدونة منع الحديث عنه في وسائل التواصل الاجتماعي.
بالطبع لا يكفي الغضب على وسائل التواصل الاجتماعي لإسقاط الحوثي لكنه مهم لضرب الدعاية الحوثية الإرهابية.
مع ذلك مقارنة بردات الفعل على قانون الزكاة الحوثية مثلا او على الرؤية الوطنية الحوثية لبناء الدولة أو غيرها فالفارق واضح.
الأهم من ذلك هو الاستعداد لمعركة شاقة وطويلة مع الحوثي في صنعاء والمناطق التي يسيطر عليها.
منذ نهاية السنة الماضية حدثت عدد من الوقائع التي تشير إلى انفجار شعبي قريب محتمل ضد الحوثي:
أعلنت أسرة العلامة الراحل محمد العمراني وفاته فجرا وقررت تشييعه ظهر ذات اليوم، انتشرت الأخبار عن وفاته وموعد تشييعه ضحى ذاك اليوم في مارس السنة الماضية، مع أذان الظهر احتشد الآلاف في جنازته، كان السبب الرئيسي في ذلك أنه مناهض للحوثي.
في ديسمبر من السنة الماضية احتفل آلاف اليمنيين عدة أيام بفوز منتخب الناشئين ببطولة غرب آسيا، في صنعاء، ومحافظات عدة، كانت الشعارات التي هتفوا بها لا علاقة لمناهضة الحوثيين وليس شعارات رياضية، التزم الحوثي في تكريمه للمنتخب بالامتناع عن رفع أي شعار خاص به. لم يكن ذلك من قبيل الصدفة مطلقاً.
وفي أبريل الماضي احتشد الآلاف في ميدان السبعين في جنازة حسين الأحمر المقاتل القبلي المهزوم الذي قاد حاشد في مواجهة الحوثي، كانت الجنازة موقفا سياسياً مناهضا للحوثي.
بلغت التحركات الشعبية ذروتها في الاحتفالات بذكرى ثورة سبتمبر وأكتوبر، في ميادين أمانة العاصمة والحديدة واب، ومدارس الثانوية العامة في عدة محافظات أخرى.
كما انتشرت ظاهرة الاعتصامات بالمطالب المحدودة بقوة بعضها أجبرت مليشيا الحوثي على تنفيذ مطالبها مثل مظاهرات أقامها تجار وقود نهبتها المليشيا عليهم قبل سنتين.
إذن بغض النظر عن نتائج ما يجري في إيران فإن على قوى المقاومة الشعبية السلمية أو حتى المسلحة أن تستعد للعمل من صنعاء والمحافظات الأخرى قريبا للإطاحة بالحوثي.
اقراء أيضاً
كيف يهزم العصيان المدني الحوثيين؟
تهديد الحوثي ككلب بلا أنياب
كي لا يخطف الحوثي المبعوث الأممي