بينما كان الحوثي يظن أنه انتصر تماما على الجمهورية، وقوى الشعب التي عاشت في كنف الجمهورية طيلة العقود الماضية، اتجه سريعا لإنشاء جيل حوثي منذ الصغر، يساعده في تأسيس أول فرع من إيران في اليمن، في كل مناحي الحياة، عبر مناهج الدراسة في المدارس والجامعات، والمعاهد، والمساجد وشتى المؤسسات العامة والخاصة.
وسع الحوثي أهدافه في السيطرة، في مساحات جديدة أكبر من قدرته وسلالته وأتباعه، ومن تلك المساحات تماما كانت المقاومة تنشأ.
في نفس الموقع الذي يدير منه الحوثي عمليات التحريف والتجريف للهوية اليمنية في محافظة إب عبر مكتب التربية والتعليم، جاء الرد صاعقا؛ طلبة مجمع السعيد التربوي، الذي أكبر طالباته عمرها لم يكن يتجاوز عشر سنوات حين استولى على المحافظة، وأصغرهن خلقت والحوثي يواصل حربه، فاجأته الطالبات بتنظيم حفل مهيب احتفالا بذكرى ثورتي سبتمبر وأكتوبر.
يقع مجمع السعيد ملاصقا لمكتب التربية، وسمع الحوثيون والمتحوثين الطالبات يرددون بقوة: "سلوا من أنا أيها الطامعون"، في دلالة مكثفة على عمق المواجهة الذي يحمله الجيل الجديد في مواجهة الحوثي.
وحين أراد الحوثي معاقبة مدرسات المجمع انتفض الجميع في وجهه، ومنذ أسبوع يسعى عبر الضغط والاقتحامات المسلحة للمجمع التهديد والوعيد، من جهة، ومن جهة أخرى يحاول القول إنه لم يخش الطالبات ولم يعترض على الفعالية الجمهورية.
لم يقتصر الأمر على مجمع السعيد وحده، فهناك مدارس استلهمت احتفالات الطلبة في مدارس تعز، ونظمت احتفالاتها بالجمهورية في قلب صنعاء ذاتها.
في صنعاء نظم شباب في العشرينيات من عمرهم بطريقة مذهلة ومفاجئة، احتفالات عارمة في السبعين، بعد أيام قليلة من أكبر عرض عسكري حوثي، تتقدمهم صورة الأسرة الحوثية البغيضة، وكان الرد مناسبا وبليغا في الوقت والمكان المناسب.
من إب، إلى صنعاء، ومحافظات أخرى، ينمو جيل جديد، لم يشهد الانتصارات الحوثية، ولم ينكسر نفسيا أمام الغطرسة الإيرانية، ويسمع أسرته تتحدث عن ظلم فادح ليس له مثيل في تاريخ البشرية، فتقدم إلى صف المواجهة الأول.
إن معظم المعترضين والمواجهين للحوثي في عدة محافظات بالمدن والقرى والقبائل، هم من الشباب الأصغر سنا.
يتميز الجيل الجديد بأنه شجاع، مغامر، مغروسة فيه الهوية اليمنية، وتمنحه القوة والقدرة والإقدام، مدعوما بالأسرة التي صارت تعتمد في حياتها ومستقبلها على جيلها الصغير بدلا من أن كان هذا الجيل يعتمد على من سبقه. ويحضر فيه العنصر النسائي بقوة.
وبكل المعايير، فإن المواجهة الشعبية بين الحوثي والشعب لها نتيجة واحدة، انتصارهم على الحوثي، مهما حاول الحوثي أن يؤخر موعد هزيمته.
ولم يعد الحديث خافيا عن نتيجة هذه المواجهة، إذ أن معظم ما يكتبه أنصار الحوثي الحريصين عليه من أن الجبهة التي فتحها الحوثي على نفسه ضد الطلبة والجيل الجديد خاسرة لا محالة، ستثبتها الأيام والمستقبل القريب، الذي يراه الحوثي بعيدا ونراه قريبًا.
اقراء أيضاً
كيف يهزم العصيان المدني الحوثيين؟
تهديد الحوثي ككلب بلا أنياب
كي لا يخطف الحوثي المبعوث الأممي