مرة أخرى، يحاول الاتحاد الأوروبي أن يجامل ويزيف جوهر المشكلة والصراع في اليمن، في أقوى بيان له موجه ضد الحوثيين.
في البيان الذي صدر عن سفراء الاتحاد المعتمدين لدى اليمن، الذي صدر في الرابع من أكتوبر الجاري، قال إن "المطالب المتشددة للحوثيين لم تسهل المهمة" أي مهمة المبعوث الأممي هانز غرندوبيرغ إلى اليمن بشأن تمديد الهدنة.
وظاهر الكلام أن الاتحاد الأوروبي قد أنصف هذه المرة بذكر مطالب الحوثي، وأنها العائق أمام التمديد.
الحقيقة ليست كذلك، لأن الحوثي الفكرة والمشروع والوسيلة والمطالب والأهداف يقع في صميم الجريمة بل هو الجريمة ذاتها.
إن الفكرة الحوثية تقوم على مبدأ استعباد اليمنيين قسرا، لصالح أقوياء الأسر الهاشمية كالحوثي، بدون أي مقابل على الإطلاق، إلا الجنة من الله -تنزه في علاه عن دعاويهم- بينما تريد إيران من المجموعة الحوثية التي تستعبد اليمنيين تجنيد أكبر قدر ممكن لإسقاط كل اليمن ومن ثم غزو الخليج وتهديد طرق الملاحة البحرية، والخضوع التام لفارس وفكرة تصدير الثورة الخمينية الإرهابية.
بين مصالح الشعب اليمني وبين طبيعة الحوثي وولاية الفقيه الإيرانية بعد السماء والأرض، ولا يلتقيان ولا يتقاربان أصلا، ولذا يتعمد الاتحاد الأوروبي تجاهل هذه الحقائق والقفز عليها وفقا لمصالحه الخاصة ويحاول التهوين من تلك المطالب.
إن الحوثي مجموعة صممها نظام ولاية الفقيه الإيراني بناء على أفكاره ومقاسات أدواته ومصالحه وغاياته، معزولة كليا عن الشعب اليمني وعلى النقيض منه مهما ارتدت من أسماء وشعارات، التقت يوما مع مصالح الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي لمحاربة الإسلام السني (الذي يشار إليه على أنه مصدر الجماعات الإرهابية) ومآرب أخرى مثل الاتفاق النووي وحماية إسرائيل وعرقلة طرق الحرير الصيني وغيرها، من الأسباب والمصالح تجعل من الاتحاد الأوروبي يكذب بطريقة سيئة.
نقول للاتحاد الأوروبي ومن معه من الفاعلين الدوليين بشأن الصراع في اليمن أن لا هدنة ولا سلام في اليمن ما دام الحوثي يملك طلقة نارية واحدة وما دامت إيران تسيطر على أسرة واحدة، لأن الهاشمية وإيران ولاية الفقيه سيطلقانها قبل فنائهما. بنفس الوقت ليس بمقدور الحوثي وإيران إخضاع الشعب اليمني مهما امتلكوا من قوة، لأن فكرتهم جريمة ولا يؤمن بها إلا المجرمون، ولا يتحول المجرمون إلا حمائم سلام مطلقا بنفس المعتقدات الإرهابية.
اقراء أيضاً
كيف يهزم العصيان المدني الحوثيين؟
تهديد الحوثي ككلب بلا أنياب
كي لا يخطف الحوثي المبعوث الأممي