ثمانية مشاريع شق أعلن عنها صندوق صيانة الطرق والجسور في مركزه الرئيسي بمدينة عدن خلال الأسبوع الماضي بعشرات ملايين الدولارات، وعشرات الكيلومترات.
إنجاز الطرقات في تلك المدن هو أمر مهم للمسافرين والتجار مع توجه السوق الاقتصادية والحركة التجارية جنوبا بعد نزوحها وتهجيرها من صنعاء ومناطق سيطرة الحوثي التابع لإيران.
ماذا عن طريق تعز التربة الذي لا يتجاوز طوله 68 كيلو مترا ويمثل منفذا وحيدا لملايين السكان في المحافظة المحاصرة؟
أعلنت الحكومة نهاية رمضان الفائت تسليم العمل لثلاث شركات تعمل بنشاط في عدن وخط عدن تعز في طور الباحة، وقالت إن مدة التنفيذ لا تتعدى خمسة أشهر.
مر شهران على الأقل حتى الآن، وبدأ موسم الأمطار على شحته بتخريب ما بقي من طريق تعز التربة وبعد أن كانت مدة السفر لا تتجاوز الساعة بحدها الأقصى، صارت ما بين ثلاث إلى ست ساعات نتيجة الانهيار الشامل للطريق.
لم يوضح صندوق صيانة الطرق والجسور أسباب تعثر تنفيذ المشروع، ولم تقم السلطة المحلية ونبيل شمسان محافظ تعز بأي تحرك هو الآخر، كما لم تعلن الشركات المنفذة عن أسباب تعثر المشروع الذي تأخر سنوات طويلة.
تقول التسريبات في تعز أن وزير الأشغال العامة في عدن مانع يسلم بن يامين اعترض على الطريق نتيجة عدم تسلمه نصيبه من الصفقة، لا يعلم على وجه الدقة كم هي المبالغ التي اقتسمها المسؤولون عن المشروع في تعز وعدن، لكن معلومات تتحدث عن عدة مليارات تقاسمها كبار المسؤولين في الحكومة والصندوق وتعز وحرم منها وزير الأشغال وعمد إلى تعطيل المشروع بحجج ذات دوافع مقيتة.
ما يثير الاشمئزاز والغضب معا هو السكوت المخزي من قبل السلطات المحلية في تعز وأحزابها السياسية التي لا تتصارع ولا تحرك الشارع إلا من أجل الوظائف وتقاسم المناسب العامة، أما الخدمات التي ستوفر ملايين الدولارات من الخسائر نتيجة انهيار الطريق فهي آخر هموم السلطات المحلية وأحزابها السياسية.
يخنق الحوثي التابع لإيران مدينة تعز منذ سبع سنوات على الأقل من الحوبان والدفاع الجوي ويعزلها تماما عن صنعاء والراهدة عدن والحديدة بينما تعمل الحكومة والتحالف على إحكام الحصار من المنفذ الوحيد عبر التربة.
وبينما كانت الحكومة تفاوض مليشيا الحوثي على فتح الطرقات المغلقة من جانب الحوثي فإنها في نظر السكان داخل مدينة تعز ليست سوى مؤسسة فاسدة وكاذبة لا يهمها أمر سكان المدينة بأي حال نتيجة فشلها وتورطها في الحصار من الجهة الجنوبية الغربية عبر خط تعز التربة المدمر كليا والذي صار غير صالح إلا للانتقال مشيا فقط لمن لا يعانون أي إصابات جسدية.
اقراء أيضاً
كيف يهزم العصيان المدني الحوثيين؟
تهديد الحوثي ككلب بلا أنياب
كي لا يخطف الحوثي المبعوث الأممي