خلال الأيام الماضية، انتشرت صور ومنشورات ساخرة لشباب وشابات وهم يؤدون أنشطة تدريبية، باستخدام وسائل تدريب تفاعلية يتّبعها المدربون، من أجل إيصال المعلومات للمتدربين بشكل أيسر وأوضح، بحيث يبقى المتدربون في حالة تركيز طوال الوقت دون الحاجة لإعادة المذاكرة والقراءة خارج مكان التدريب، ولا يعرف أهمية تلك الأنشطة إلا من يحضر الدورات.
أعتقد أن هذا الهجوم ناتج عن تعوّدنا على أساليب التعاليم الرّتيبة في المدرسة والجامعة، حيث يشرح الأستاذ/الدكتور ويبقى الطلاب على كراسيهم للاستماع، في حالة من الشرود والتيه، لأن التركيز يتناقص تدريجيا، ثم يعود الطلّاب إلى المنزل لمذاكرة ما درسوه مرة أخرى، وكأن حضورهم للفصل هو من أجل درجات الحضور.
هذا المنشور ليس دفاعا عن المنظمات وما يدور فيها، لكن الأنشطة التفاعلية التدريبية، هي من اجتهادات المدربين اليمنيين الذين تتعاقد معهم المنظمات، وهم حاصلين على شهادات تدريبية عالية، وقد عرفوا أهمية تلك الأنشطة التدريبية نتيجة حضورهم لورش عمل ودروات تدريبية في أفضل الجامعات والمعاهد العالمية، ولا تُقام الدورات التدريبية إلا بموافقة وإشراف من الجهات الحكومية.
أنشطة تدريبية للمدربين هي عبارة عن نشاط أو تمرين يقوم المدرب بتكليف المدربين بالقيام به تحت إشرافه بهدف مساعدتهم في معالجة المعارف والمهارات الجديدة التي تحدث داخل عقل المتدرب.
إذا، هذه الوسائل التدريبية تفاعلية تطبيقية عالمية وحديثة وليس لها علاقة مباشرة بالمنظمات، يقوم بها المتدربين بتكليف المدربين، وغرضها إيصال المعلومات بشكل أفضل، ويتم استخدامها في التدريبات المختلفة، سواءً كانت تلك التدريبة في المجالات الإدارية أو الإعلامية أو الهندسية أو غيره، كما أن غالية الدورات التي تقام، يدفع المتدربون رسومها أحيانا بالدولار الأمريكي. وينبغي علينا تعميمها على الكليات والجامعات، بشرط أن تراعي الأخلاق الدينية والعادات والتقاليد.
لا شك أن عدد من الأنشطة التفاعلية غبية، لكن هذه هي اجتهادات من المدربين، ولا يعني أن ننسف كل الأنشطة الذكية. وعند النقد، ينبغي ألا يكون في ذهننا الدولارات التي يستلمها العاملون في المنظمات، من أجل يكون النقد منطقي.
مع العلم أن غالبية الصور التي تم نشرها لا تحمل تأريخ ولا شعار المنظمات الداعمة أو المنفّذة، وبالتالي ما الذي جعلنا نقول إن تلك الصور تبع منظمات بدون دليل؟
اقراء أيضاً
بنكي عدن وصنعاء المركزيين: صراع الهيمنة