الاستغلال البشع والمقزز لمنظمات الأمم المتحدة للأزمة اليمنية هو أحد أسوأ النتائج المترتبة على الحرب في اليمن.
حولت المنظمات الأممية والدولية الحرب في اليمن إلى تجارة رابحة لابتزاز الخليج العربي والمانحين الدوليين، ولأول مرة في تاريخ التدخل الإنساني تحصل المنظمات الدولية على نسب تمويل لخطط الاستجابة الإنسانية تزيد عن 87% وأحيانا كما في السنوات الأولى لتدخل التحالف كان لدى المنظمات فائض مالي، وأكثر من ذلك أن تمويلها يصل إلى أربعة مليارات دولار بينما لا تصل موازنة الحكومة في 2018 إلى ثلاثة مليارات دولار.
الحيلة التي أتت بها المنظمات الدولية عبر زيارة الفنانة انجلينا جولي تأتي انطلاقا من واقع الإذلال والمهانة التي يتعرض لها الشعب اليمني على يد المنظمات الدولية وعامليها في اليمن من أجل توفير مليارات الدولارات للمنظمات الدولية.
ذهب برنامج الغذاء العالمي في نهاية 2018 إلى القول إن الحوثة يسرقون الطعام من أفواه الجوعى، وبعد البيان مباشرة ذهب إلى أحد أكثر القادة الحوثيين الموالين لإيران احمد حامد للتنسيق معه على الاستيلاء على المساعدات التي يقدمها التحالف العربي بدرجة رئيسية.
في بحث مطول عن المساعدات الدولية المقدمة لأفغانستان قدر الأموال المقدمة للمنظمات الدولية باسم الشعب الأفغاني بأنها تزيد عن 20 مليار دولار خلال عقدين من الزمن وتبخرت تلك الأموال مع نهاية الورش.
بينما ذهبت دراسة أخرى عن المنظمات في لبنان إنها تمول أمراء الحرب وقادة الطوائف المسببين بانهيار الدولة وصنع الأزمات.
لا نحتاج إلى أدلة كثيرة ومقارنات بينما نرى عاملي المنظمات في سعة من العيش وأحدث السيارات ونمط العيش المرفه مقابل انهيار أوضاع الناس وتدمير شامل للطبقة الوسطى.
إننا بشر نعرف الحضارة والدولة بأعلى أشكالها قبل نصف البشرية على الأقل، ولن تحل الأزمة الإنسانية سوى دولتنا الجمهورية الديمقراطية، وأن ما تقوم به المنظمات من التعامل معنا كحيوانات جائعة ليس سوى أبشع صور المهانة والذل وسوء الأخلاق وجرائم الحرب.
ما تقوم به أنجلينا جولي يدخل في سياق خطط الأمم المتحدة -التي ظهرت صناديق إغاثتها مليئة بالألغام الإيرانية مع مليشيا الحوثي في بيحان في يناير الماضي- لرفع مستوى التمويل لخططها للاستجابة الإنسانية التي حصلت السنة الفائتة على أقل من 50% بمليار وثمانمائة مليون دولار من خطة مقدارها ثلاثة مليارات وستمائة مليون دولار.
إن المتابع لحملة "وين الفلوس" التي ينشرها باستمرار الدكتور عبد القادر الخراز لا يسعه سوى أن يطالب بل يطرد المنظمات الدولية بلا رجعة في أقرب وقت ممكن.
وبالتالي من المهم أن يكون الصوت الواضح الذي يجب أن تسمعه المنظمات الدولية وقبلها مخيمات النزوح أن سلل الغذاء المسوسة والفول المنتهي هو أرذل صور العبودية والمهانة التي صار الشعب اليمني كله يتلقاها بلا خجل ولا حياء ولا إحساس بالعار، وأن طريقه للكرامة البشرية ممزوج بالدماء المسفوحة قربانا للجمهورية والديمقراطية.
إن حضور انجلينا جولي باسم الإنسانية يترتب عليه حصول هذه المدعية الزائفة للإنسانية على عشرات آلاف الدولارات وربما مئات أو ملايين الدولارات هو إحدى صور الجريمة ضد الإنسانية وجرائم الحرب.
واللوم عليها يأتي من أنها تصور عملها ذي الدخل المرتفع باسم الإنسانية والشعب اليمني الذي لا يراه العالم إلا أنه عالة وحيوانات يحتاج الى قليل من الأعلاف مقابل أن تحصل المنظمات وموظفوها على ملايين الدولارات.
نقطة أخيرة سيكون من العار أيضا أن يلوم أحد الحكومة التي سلمت الجمهورية لإيران بالمجان على الجرائم التي تمارسها المنظمات الدولية بحق الشعب اليمني.
اقراء أيضاً
كيف يهزم العصيان المدني الحوثيين؟
تهديد الحوثي ككلب بلا أنياب
كي لا يخطف الحوثي المبعوث الأممي