لا جديد في القول إن الإمامة تاريخيا تتسلط على اليمنيين من بوابة الخلافات والصراعات الداخلية بينهم، بل هي الحقيقة الوحيدة التي تقودهم إلى إذلال اليمنيين والهيمنة عليهم، حتى يحين موعد اتحادهم، تنقرض وتتلاشى، بفعل الوحدة ومعارك الكرامة اليمنية.
في هذه المرحلة التي يتوعد فيها حسن نصر الله وملالي حوزات قم الإرهابيين بأن دماء اليمنيين والعرب في مواجهتهم لن تغير حرفا واحدا من مسار سيطرتهم علينا وإذلالهم لنا وإعادة صياغة شكل الجزيرة العربية، ينبغي أن تكون الوحدة بين الفرقاء اليمنيين هي السلاح الرادع في مواجهتهم.
ومع بروز ملامح وحدة بين الصفوف والقوى اليمنية المتناحرة فيما بينهما لكنها متفقة في مناهضة الحوثيين، خلال الأيام الماضية، أصيب القيادي الحوثي حسين العزي بالجزع، وكتب سلسلة من التغريدات والوعيد.
لا يخاف الحوثيون من فقدان الأراضي والمحافظات والسكان، بمقدار خوفهم من اتحاد اليمنيين على مواجهة الإمامة الهاشمية بصورتها الإيرانية.
لا يريد الحوثيون ومعهم إيران سوى الخراب والدمار وامتلاك رقابنا وكرامتنا ومستقبلنا وحتى صياغة أنفسنا وأحاسيسنا الثقافية والاجتماعية والقيمية بما يلبي مصالح الحوزات الإيرانية والعرق الفارسي والعقيدة الاثني عشرية.
إن مزيدا من التماسك في مواجهة الحوثيين كفيل بهزيمتهم في القريب العاجل، حتى لو تفوق الحوثيون مؤقتا بأسلحتهم والدعم الإيراني وطيرانهم المسير، ذلك لن يحميهم من غضبة اليمنيين ولن يعصمهم من الشعب شيئا.
ولليمنيين تجارب ناجحة في التوحد ضد الحوثيين والإمامة والاستعمار الخارجي والعسكري، رغم الخلافات والصراعات المحتدمة فيما بينهم، وقد تجسد ذلك في المواجهة خلال السنوات الأولى من عاصفة الحزم، وفي مواجهة الإمامة في ثورتي سبتمبر وأكتوبر المجيدتين الخالدتين، ولن يعجزوا على مواصلة ذلك الطريق.
من المهم أيضا أن تكون الأطراف الجمهورية على اختلاف مشاربها أن تكون واعية أن طريق الاتحاد شاق جدا ومؤلم وسيواجه صعوبات وتحديات أقسى من مواجهة الحوثيين المسلحة في الجبهات، لكن اليمن ومستقبله الجمهوري ودولته الديمقراطية تستحق تضحيات عظيمة ولا يليق بها الاتحادات الرخوة التي تتلاشى بسرعة.
اقراء أيضاً
كيف يهزم العصيان المدني الحوثيين؟
تهديد الحوثي ككلب بلا أنياب
كي لا يخطف الحوثي المبعوث الأممي