في تهامة ترفض النخل الإمامة.
لا يحتاج هذا الشطر من قصيدة بليغة لجبر البعداني التي ألقاها قبل سنوات إلى أي شرح يعبر عن موقف السكان هناك من الإمامة وإيران.
في الشطر التالي من القصيدة: والزرانيق إذا ثاروا ستأتي كيفما شاءوا القيامة.
في من مديرية الحالي والحوك في قلب مدينة الحديدة وصولا إلى الخوخة في أقصى جنوب المحافظة تعامل السكان انطلاقا من الشطرين السابقين للقصيدة، مع الانسحاب المفاجئ الذي وصفوه بالخيانة والمؤامرة بالرفض التام للإمامة.
من لم يستطع المقاومة المسلحة حاليا هجر المدينة والقرى والعشش، وتجمع بقيتهم في التحيتا والخوخة وحيس ومناطق أخرى.
لن تستقر الإمامة الإيرانية في الحديدة رغم الخيانات، التاريخ المجيد لتهامة يشير إلى رفض مطلق ومقاومة متجذرة بل إن تهامة كلها كانت إحدى أهم المناطق التي يبدأ منها إسقاط الإمامات المتعاقبة في القرون الماضية.
إن حملة الخطف والانتقام التي تشنها إيران عبر الحوثيين في الحديدة تدل على حجم العداء المتجذر بين سكان تهامة والحوثيين.
وكانت عملية إعدام مجموعة الحوثيين من تهامة وهم أشد الناس ولاء في نظر الحوثيين لعبدالملك آنذاك، دلالة ساطعة لا تقبل أي تفسير سوى أنه حتى الحوثيين من تهامة سيكونون يوما مشروع مقاومة.
وباندلاع المعارك في جنوبي الحديدة عبر المقاومة الشعبية التهامية في جنوبي المحافظة ثمة نواة تتأسس اعتمادا على الذات التهامية وأبنائها بعد خيانات ومؤامرات من كانوا يوصفون بالحلفاء وهم الأعداء كما تبين لاحقا خصوصا الذين أتوا من خلف الحدود.
وبغض النظر عن سير المعارك في الأيام المقبلة فإن مجرد بدء شن العمليات العسكرية ضد الحوثيين يعرقل مسارات المخططات الدولية التي ترمي لأن تكون تهامة خصوصا ومعظم المحافظات اليمنية ثمنا وساحة لتقسيم النفوذ الإقليمي برعاية دولية خصوصا من الاستعمار السابق وأمريكا.
اقراء أيضاً
كيف يهزم العصيان المدني الحوثيين؟
تهديد الحوثي ككلب بلا أنياب
كي لا يخطف الحوثي المبعوث الأممي