منذ فترة وأنا أتمنى اجتماع شمل مؤتمريي شبوة ليشكلوا نواة وطنية لإعادة تفعيل المؤتمر الشعبي بالمحافظة، وتعقد اجتماعاته ليتم من خلالها إعادة بناء مؤتمر شبوة كنموذج تحتذيه باقي فروع المؤتمر، ويكون العمل الوطني من خلال المحافظة منطلق لإعادة المؤتمر كحزب صاحب رؤية تنطلق من ميثاقه وتواكب المتغيرات، وليس مجرد فريق لا يتعاطى أو يتعامل الا من خلال السلطة ..
هناك أطراف مختلفة يسرها حالة الضعف والتشتت في المؤتمر وتريد استغلال هذا الوضع لتمرير أجنداتها المختلفة، خصوصا وهم يراهنون على فكرة كون المؤتمر حزب سلطوي يتطلع للعودة للحكم، ويراهنون أيضاً على فكرة بقاء المؤتمر أسير صراعات الماضي وتجاذبات الخلافات السياسية.
استغل الحوثيون هذا الأمر سابقاً وضربوا على هذا الوتر وخاض بعض المؤتمريون مغامرة غير محسوبة العواقب، تكللت بخسارة كبيرة على المستوى الوطني أدخلت البلاد في مأزق كبير، وعلى مستوى الحزب دخل في وضع تمزق خاصة بعد اغتيال الرئيس السابق علي عبد الله صالح، وبات من بقي من قيادات المؤتمر في صنعاء أشبه بالأسرى مسلوبي الإرادة والقرار.
بعد هذه التجربة المريرة تتطلع أطراف خارجية اليوم لجر بعض المؤتمريين في شبوة نحو سيناريو جديد لن يكون أفضل من سيناريو تجربة الحوثي ، فالمشاريع الانقلابية والفوضوية تتخادم وتتقاطع مصالحها مستغلة كل مايمكنها من خلافات أو تطلعات لبعض من أعماهم البحث عن مصالح ذاتية ضيقة أوصلت البلاد لهذا الحال.
ما نعرفه ونأمله من رجال المؤتمر الأحرار في شبوة كما كانوا في طليعة المقاومين لمشروع الحوثي عام 2015 فسيكونون كذلك في طليعة مقاومي مشاريع الفوضى والملشنة التي تخدم أطماع أطراف من الخارج أثبتت سبع سنوات أنهم لم يقدموا لليمن الا الملشنة واستهداف أي بنية قوية للشرعية أو حتى أي قيادات وطنية قوية بما فيها قيادات مؤتمرية مورست عليها مختلف الضغوط والتي وصلت لشن حرب اغسطس ٢٠١٩ عليهم.
إن كان قد حصل توهان وضبابية لدى بعض قيادات المؤتمر سابقاً فلا يمكن أن يقبل عقلاء وشرفاء المؤتمر بشبوة اليوم أن تكون محافظتهم مسرح للعبث والفوضى ، خصوصاً وهناك تضحيات ممهورة بدماء الشهداء الطاهرة ونضالات الجرحى للتصدي لمشروع السلالة الانقلابي أو لمشاريع الفوضى التمزيقية العبثية، ولا يمكن أن يكون كل شبواني حر إلا مع موقف أهله ومصلحتهم العامة مقدماً ذلك على أي مكسب سياسي أو لعاعة من الدنيا لا تساوي ظفر شهيد من خيرة أبناء المحافظة قدم روحه لكي لا تحكمنا إيران أو مشاريع الفوضى الخارجية.
للخلاف السياسي مجاله وللنقد الموضوعي طريقه ولكن شبوة ليست مكان للمغامرة وأهلها بمختلف مكوناتهم مع الاستقرار وفرض سلطة الدولة ومؤسساتها والمؤتمر الشعبي العام وقياداته أحد أهم هذه المكونات الرئيسية مهما حاول البعض تشويهه أو إخراجه عن مساره الوطني .. والجودة لمن شلها والفسالة طريق الكسالى وأصحاب الهمم الدونية.
* من صفحة الكاتب على الفيس بوك
اقراء أيضاً
ترتيب الأعداء لا إنهاء العداوات