في 2014 انهار الجيش اليمني دون قتال، في وسط الصراع بين الجمهورية والإمامة في ذلك الوقت. انعكس ضعف الرئيس هادي وحكومة باسندوة سلبا على الجيش.. حينها انحاز الجنود إلى قبائلهم ومذاهبهم. كان هناك اختلال جوهري في بنية ذلك الجيش- كما روج هادي وفريقه بالطبع.
لكن مع الانسحاب شبه الشامل من نهم، باستثناء حريب نهم وبعض المواقع الأخرى هناك، وعودة مصطلح المقاومة الشعبية، واستنفار علي محسن للمقاومة الشعبية، وليس الجيش، للدفاع عن نهم ومأرب والجوف..
فإن المزاعم التي قيلت عن الجيش السابق المنهار، صارت في شك كبير اليوم..!!
ذلك أن انهيار منطقة عسكرية، وتراجع الجيش عن مساحات واسعة دون قتال، يكشف عن خلل كبير ومركزي في بنية الجيش. ويفترض أن ذلك غير موجود بعد تجرع مرارة انهيار الدولة وسيطرة المليشيات.
صحيح أن قوات الجيش حولت الانتصار الحوثي إلى نصر غير حاسم بعد أسبوعين من الهزيمة، باستعادة عدة مواقع في الجوف والحفاظ على مواقع أخرى في نهم، لكن القيادة السياسية والعسكرية العليا للدولة لم تقدم تفسيرا منطقيا حول ما حدث!!
وكان صادما أن تقول وزارة الدفاع في بيان الانسحاب، الجمعة الماضية، أن وحداتها انسحبت لإعادة ترتيبها. ومثار الصدمة: كيف لجنود في الجبهات يقاتلون منذ زمن طويل أن يكون حالهم غير مرتب؟!
وإذا كان الجيش في الجبهات غير مستعد، وغير جاهز للمعارك المفاجئة، فكيف ببقية الوحدات العسكرية التي تحكم المحافظات وليست على خط الجبهات؟!
الأعذار المالية لم تعد مجدية وغير مقنعة. ذلك أن إنفاق الدولة على الجيش يزيد عن 43% من الموازنة العامة للدولة، ثم يحدث هذا الانهيار الغريب!!
نريد معرفة ما حدث؟ وأسباب ذلك؟ أو ليتوقف الإنفاق على الجيش الذي يحكم ولا يحمي، وتتركز أموال الدولة على الجبهات المقاتلة.
وباعتراف وزير الدفاع محمد المقدشي نفسه، فإن المقاتلين في الجبهات يشكلون 30% من قوام الجيش، بينما البقية الأخرى منه جيوش حاكمة للمحافظات المحررة. مع ذلك رأينا كيف انهارت المنطقة العسكرية الرابعة بعدن ببساطة، رغم ضخامتها العددية وعدم فاعليتها، وصارت أشبه بجمعية خيرية تقدم مساعدات نقدية لمنتسبيها بانتظام؟!
اقراء أيضاً
كيف يهزم العصيان المدني الحوثيين؟
تهديد الحوثي ككلب بلا أنياب
كي لا يخطف الحوثي المبعوث الأممي