تدخل البلاد العام السادس للحرب، وتطحن ملايين اليمنيين، وقلة هم المستفيدين من هذه الحرب ولا يتجاوز عددهم الآلاف من أمراء الحرب وأتباعهم.
ليس هذا مهما، فتلك طبائع الحروب التي يقودها متسلطون بلا أخلاق ولا دستور فاعل. ما هو مهم هنا أن الصحفيين والناشطين والمثقفين إجمالا انغمسوا في الحرب بمشاريعهم الخاصة، فغابت مراقبة أطرافهم، غضوا أبصارهم عن انتهاكاتهم وعن استبدادهم وفسادهم، كلهم فعلوا ذلك بلا استثناء.
وإذا كانت الإمامة فكرة شيطانية إجرامية فإن أدواتهم وأشخاصهم مجرمون تلقائيا تبعا لفكرتهم. ولا يمكن تسمية ناشطيها سوى بالقتلة والمجرمين.
نعني هنا مثقفي الأحزاب السياسية والحكومة ومؤسساتها والمؤسسات الثقافية والصحفية العاملة في اليمن استنادا إلى دستور الجمهورية اليمنية، الذين يضجون الآذان نقدا لأداء الحكومة وأحزابها ومؤسساتها ثم لا يذكرون فاسدا واحدا ولا يحققون في قضية واحدة.
والمفاجأة الحقيقية أن عدد الصحفيين والحقوقيين اليمنيين بالآلاف ومؤسساتهم بالمئات وربما تتجاوز الألف، ولكنهم منغمسون في قلب الفساد.
يرفضون نقد معاريفهم وأصحابهم ويستثنون من نقدهم من يأملون بمال ومصلحة من هذا المسؤول أو ذاك.
صارت لغة المفسدين الصحفيين، توجه الشكر الجزيل للمفسد الصغير، وهكذا دواليك حتى يكون رئيس الجمهورية ونائبه خارجين عن دائرة الاتهام بالفساد. الطبيعي في البلد أي بلد أن يناقش نهاية العام ومطلع العام حسابات ختامية وموازنات جديدة ولكن لا شيء يحدث في اليمن.
سوى موت الناس جوعا وقهرا ومرضا وحربا ووحدهم الصحفيين والمثقفين إجراما يعيشون برفاهية مع مسؤوليهم.
هنا مثلا قضية الموازنة والحساب الختامي، لم تعمل أي مؤسسة صحفية أو ثقافية أو حقوقية على تقديم تقرير عنها. المثير للغثيان والاشمئزاز هو إدمان هؤلاء الصحفيين على الشكوى والنقد دون أن ينقدوا أنفسهم وأخلاقهم وسلوكياتهم وأحزابهم ومؤسسات الدولة العاملين فيها.
اقراء أيضاً
كيف يهزم العصيان المدني الحوثيين؟
تهديد الحوثي ككلب بلا أنياب
كي لا يخطف الحوثي المبعوث الأممي