في الفترة الأخيرة حدثت و تحدث في اليمن تصفيات شديدة وتهيئة جديدة لأرضية التسوية السياسية المقترحة في اليمن من الدول الكبرى والإقليمية.
حصلت تغيرات كبرى في عدن والمحافظات المحررة جنوبا وتستعد المهرة كذلك لذات الغرض ومثلها تعز.
منذ سقوط صنعاء وتحديدا منذ تشكيل مطارح السحيل و نخلا وجبل صلب وبقية المطارح في مأرب بسبتمبر 2014م، مثلت مأرب المعقل الأول لمناهضة مليشيات الحوثي الانقلابية، ودفعت ثمنا غاليا لهذا الموقف ومازالت تدفع.
ومنذ ستة أشهر على الأقل تكثفت الهجمات على المدينة لإسقاطها بكل قوة، هجمات دقيقة على قيادات الجيش، وعلى منزل المحافظ العرادة وتمرد كبير من قبل المليشيات الحوثية المتخفية في المنين ومأرب القديمة، ونشاط مكثف للتهريب وعصابات التخريب المحلية والدولية لإعادة المحافظة إلى زمن كلفوت والكلافيت.
وزاد من حدة الهجوم على المدينة تماسك الجيش هناك خصوصا بعد الدور الذي أنجزه في شبوة وأبين وعدن.
ومع ازدياد الحديث عن التسوية المرتقبة بين السعودية ومليشيات الحوثيين يبدو أن وضع مأرب الحالي سواء على مستوى المحافظة أو على مستوى مؤسسات الدولة الموجودة هناك مثل وزارة الدفاع والمؤسسات الحكومية المركزية تشكل عائقا أمام أطراف التسوية الجدد.
وأمام شدة الهجمات على معقل الجمهورية فهناك احتمال كبير أن تسقط في مستنقع يخططه لها طرفا النزاع.
وشاهدنا مؤخرا كيف رفضت شركة توتال العودة للعمل وكذا الشركات العالمية الأخرى، وكيف اعترضت عصابات مسلحة إعادة تصدير النفط عن طريق شبوة وميناء النشيمة.
ومن المهم أن يتذكر الجميع أن مأرب واجهت المليشيات الحوثية- عندما كانت تجتاح المدن وتسقط المحافظات بساعات- بتوحد شعبي وسياسي واجتماعي وعسكري، وما لم يستمر ذلك الحلف الشعبي والعسكري فإن مأرب لاقدر الله قد تشملها التسوية الجديدة بما يناسبهم هم وعلى حساب سبأ.
اقراء أيضاً
كيف يهزم العصيان المدني الحوثيين؟
تهديد الحوثي ككلب بلا أنياب
كي لا يخطف الحوثي المبعوث الأممي