لا تحاصر مليشيات الحوثي الانقلابية محافظة تعز فقط، فهي تحاصر كل مدينة وقرية مناوئة وأحيانا لا تكون فيها قوة مناوئة وعلى سبيل المثال لا الحصر تحاصر مليشيات الحوثي محافظة إب من طريقين على الأقل من حمك ودمت، وتحاصر صنعاء من كيلو 16 بالحديدة، وكذلك تفعل مع البيضاء ومأرب وتعز، الإمامة فكرة قائمة على الحصار والحصر في كل شيء تقريباً.
الاستثناء في حصار تعز الممتد منذ خمس سنوات أن السلطات المحلية في المدينة تكمل حصار المدينة من الطريق الوحيد المفتوح عبر خط التربة.
منذ شهر مارس الماضي أي قبل سبعة أشهر تماما من الآن أغلقت السلطات المحلية طريق هيجة العبد لترميمه ومنذ ذلك الوقت وحتى الآن لم ينجز.
الطريق كله في هيجة العبد لا يزيد عن تسعة كيلو مترات أصلا والترميم يقتصر على صبيات عند منعطفات محددة فقط.
لكن هناك قرابة ثلاثمائة مليون ريال مخصصة للمشروع تقاسمها المحافظ الغائب ووكلاء السلطة المحلية والمتخصص في نهب أموال الطرقات مهيب الحكيمي تقاسموا المبلغ ولم يكتمل الطريق.
من التربة إلى تعز قرابة ثمانية وستين كيلو مترا، كان طريقا اسفلتيا، الآن صار رمليا وحفرا ويستغرق ثلاث ساعات بدلا من نصف ساعة.
وحدها السلطات المحلية في تعز تتحجج بالحصار ولديها قائمة وكلاء لا نهاية لهم، لا يعملون شيئا سوى تقاسم إيرادات المحافظة الشحيحة والتباهي بعدد المرافقين والأطقم وغزوات الأسواق.
وحدها سلطات تعز تحول شهريا أكثر من 150 مليون ريال شهريا لنبيل شمسان الى القاهرة وتفعل ذلك تقربا من حمود الصوفي الذي يعتبر شمسان موظفا عنده، وكلهم يريدون التقرب من ذلك الصوفي.
وحين تحرك الشارع في تعز لرفض الفساد ذهب وكيل أول لإحالة ثلاثة موظفين إلى الفساد، ليس بينهم المحافظ ولا مهيب الحكيمي ولا نفسه.
باعتباري مواطن أعيش في تعز يحاصر الحوثيون تعز من جهاتها الثلاث، لكن حصار المدينة من قبل سلطاتها المحلية أشد وأشنع، فهي تحاصرنا من الطريق الرابع وتحاصرنا بالماء والكهرباء والفوضى، وتحاصرنا كذلك بالقمامة والأوبئة الفتاكة وانهيار الأمن، وأسعار الغاز والوقود. ويزاحمون الناس في الطرقات بأطقمهم ومواكبهم الفخمة ودولتهم المنتفخة.
اقراء أيضاً
كيف يهزم العصيان المدني الحوثيين؟
تهديد الحوثي ككلب بلا أنياب
كي لا يخطف الحوثي المبعوث الأممي