بينما كانت السلطة المحلية في تعز ترعى حفلا فنيا بملايين الريالات بمناسبة ذكرى ثورة أكتوبر، في قاعة تكتظ بمسؤولين كأنهم قادة أكتوبر نفسه، كان السود المهمشين يتضورون جوعا أمام القاعة لكنهم لا يتسولون بل يصرخون وهم يرون حقوقهم تذهب لحفلات الرقص والغناء باسم الوطنية.
في مدينة تعز (عاصمة الثقافة المزعومة) تمارس السلطات المحلية عنصرية شديدة تجاه عمال النظافة، ومن بين عشرات الآلاف من الموظفين وحدهم عمال النظافة لا يستلمون مرتباتهم، ولا حقوقهم. وإجمالي مرتبات العاملين بالنظافة لا تتجاوز ما ينهبه المحافظ الغائب نبيل شمسان شهريا لخدمة سيده حمود الصوفي.
ليس العجوز شمسان وحده من يمارس العنصرية ضد المهمشين، بل حتى وكيل أول المحافظة عبدالقوي المخلافي، الذي رعى ببذخ اليوم حفلا فارها بمناسبة ذكرى ثورة أكتوبر في قاعة التعاون وأصم أذنيه عن صرخات عمال النظافة أمام القاعة.
ليست عنصرية سلطات تعز تتوقف عند صندوق النظافة فمديروا الصندوق ليسوا سودا ومرتباتهم منتظمة ومنشغلون بنكز حسابات البنات في فيسبوك.
وحتى الأحزاب السياسية وخصوصا الأربعة الأحزاب المؤتمر والإصلاح والناصري والاشتراكي الذين يتصارعون على كل شيء في شارع جمال اتفقوا لاإراديا على الصمت أمام قضية السود المهمشين، ولم يتطرقوا لها في أي بيان من الآلاف البيانات التي يصدرونها في كل القضايا.
حتى أئمة المساجد والخطباء لم يتفاعلوا مع المهمشين ولم يناصروهم في خطب الجمعة، ولا في أي يوم على ما أعرف.
نتيجة عنصرية الغائب والمخلافي وبقية المسؤولين في تعز، نعيش بين القمامة والقذارة والفساد، و وحده محافظ حمود يعيش وأسرته بمائة وخمسين مليون ريال شهريا في القاهرة والمدن المصرية، وبقية المسؤولين يعيشون بين خدم وحشم وطقومات ومرافقين.
عند الاختبار الأخلاقي الحقيقي سقطت عاصمة الثقافة بمكوناتها كلها في اختبار المساواة والقانون، وفضلت العنصرية على المساواة وعاشت بين أكوام القمامة، ولم تعد تزكمها روائح الفساد في شارع جمال والقاهرة.
اقراء أيضاً
كيف يهزم العصيان المدني الحوثيين؟
تهديد الحوثي ككلب بلا أنياب
كي لا يخطف الحوثي المبعوث الأممي