ألقى محمد اليدومي رئيس الهيئة العليا للإصلاح خطابا مطولا بمناسبة الذكرى التاسعة والعشرين للحزب تضمن نقاطا مهمة كالتالي:
أولا: وقف مدافعا صلبا عن الدولة اليمنية القائمة بمؤسساتها الدستورية والتنفيذية، ودحض بخطابه هذا كل الأقاويل التي تتحدث عن دولة الإصلاح الخاصة به.
ثانيا: تعهد بالقتال حتى النصر تحت راية الدولة وإمرتها ومؤسساتها وقانونها واعتبره واجبا وطنيا ودينيا مقدسا لا ينتظر منه استحقاقات تترتب على هذا النضال.
ثالثاً: انطلق من النقطة السابقة مجددا التزامه بالديمقراطية، وبما ترتب على مخرجات الحوار الوطني، وكرر العودة للشعب في الحكم على كل شيء.
رابعاً: دعا لإصلاح منظومة الدولة وفساد مؤسساتها بما بالأطر الدستورية.
خامساً: دعا حزبه للعمل الجاد في بناء الدولة ولم شمل المجتمع وفق القيم الكبرى.
سادسا: أغفل الدعوة أو تجاهل دعوة المسؤولين في الحكومة والمؤسسات الحكومية من حزبه إلى مراجعة أدائهم ونزاهتهم وقانونية وجودهم في مناصبهم تلك، ولم يحذرهم بشكل خاص من الفساد المعشعش في هذه المؤسسات ولا من تورطهم فيه، وكان حريا به أن يفعل ذلك.
سابعا: تبنى موقفا واضحا لا لبس فيه من قضية الوحدة، في وقت تسعى فيه إيران عبر وكلائها، والاستعمار عبر الإمارات وأدواتها، للإجهاز على الدولة اليمنية، وبالتالي تقسيمها.
ثامنا: ذكر الداخل والخارج بقوة الإصلاح بالشعب، وأسند تضحيات الإصلاح إلى منطلقاته الفكرية والقيمية وجذوره التاريخية، ليقول للجميع لن تمر مخططاتكم ضد الدولة اليمنية.
تاسعا: ذكر السعودية بالمصير المشترك بينها وبين اليمن ولكن عبر الحكومة وليس عبر الحزب.
عاشرا: وضع حدا لابتزاز أحزاب الاشتراكي والناصري وأحزاب المؤتمر الشعبي ودول التحالف بشأن دور الإصلاح في الحكومة وفي اليمن، وبشأن القضية الجنوبية.
أحد عشر: اتهم الإمارات بعرقلة تحرير صنعاء وقتل مئات أو آلاف الجنود والمدنيين، ويبدو أن الإصلاح قرر مواجهة أبوظبي وطهران معا بعد أن كان طيلة سنوات خمس يتجنب الإمارات.
اثنا عشر: رفض صراحة التماهي السعودي مع الإمارات في جنوب اليمن، وشدد على بيان السعودية في الخامس من سبتمبر وبيان التحالف في العاشر من أغسطس الماضي.
ثالث عشر: رفض المعايير الدولية في تصنيف الإرهاب وربط ذلك بمؤتمر يمني يبت فيها، خصوصا أن أمريكا والإمارات أدرجت رموزا في المقاومة تحت تهم الإرهاب، في سبيل سعي الاستعمار المسيحي تقسيم البلاد العربية.
رابع عشر: حذر الداخل والخارج من نفاد صبر الشعب خصوصا الإصلاحيين منهم تجاه التصفيات والاعتقالات وتقييد الحريات، خصوصا في المناطق المحررة.
وبناء على ما سبق، يمكن القول إن الخطاب كان قويا وغير معهود من الحزب الذي يعتبر نفسه جزء من الأحزاب الإصلاحية وليس من الأحزاب الثورية.
ربط كثيرا من القضايا باستعادة الدولة عملها في قضايا وجرائم حدثت بغياب الدولة. ولا أحد يعرف كيف يمكن الجمع بين الأمرين معا مثل التحقيق في الانتهاكات.
وتجاهل كليا ما ورد في تحقيق خبراء الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، وكان عليه كرئيس لحزب ناله النصيب الأوفى من تلك الانتهاكات أن يحذر الجميع بقدرة الحزب على توظيف مثل هذه التقارير داخليا وخارجيا.
أثبتت تجربة سقوط صنعاء أن التعويل على العمل الجماعي لمقاومة الإمامة فاشلا، لكنه لم يتفاد تلك الاستراتيجية القديمة بشأن التمرد في عدن.
كما أن رهانه على قدرة السعودية في إنهاء ما وصفه بتمرد عدن إحدى نقاط الضعف التي اعتورت الخطاب، حيث إن السعودية تتاقضت في مستوى البيانات مع تلك الأحداث رغم مسؤوليتها القانونية عن ذلك، وفي مستوى الأفعال متواطئة مع الإمارات في عدوانها على الدولة اليمنية.
الأهم من ذلك كله هو ما ستكشفه الأيام المقبلة من موقف الحزب في الحكومة والشارع تجاه مضامين الخطاب وتوجهاته. وقد نرى ذلك مؤشرا على قوة أو ضعف العلاقة بين قيادات الحزب وبين أعضائه، ومصداقية الأطر النظرية والفكرية للحزب من خلال سلوكه مستقبلا.
اقراء أيضاً
كيف يهزم العصيان المدني الحوثيين؟
تهديد الحوثي ككلب بلا أنياب
كي لا يخطف الحوثي المبعوث الأممي