قدمت اليونيسف لليمن تحت ذريعة العمل الإنساني ومساعدة أطفال اليمن، مع اندلاع الحرب ضد الانقلاب الحوثيين، وتدخل التحالف العربي ضد الحوثيين، تحولت المنظمة إلى أداة ابتزاز للتحالف، وبدأت تحصد مئات ملايين الدولارات، وتلك فتحت شهيتها الحقيقية لممارسة دور أكبر، حتى تحولت إلى منظمة استعمارية تهيمن بأدوات وشروط مذلة.
مثلا منحت السعودية والإمارات في أكتوبر 2018م اليونيسف مبلغ سبعين مليون دولار للمعلمين اليمنيين في مناطق المليشيات الحوثية، لكن المنظمة الاستعمارية استلمت المبلغ كاملا وأودعته في مصارف خارج النظام المصرفي اليمني، ولم تباشر الصرف حتى انتهاء العملية الدارسية، بدون أي مبررات، كما يفعل المستعمر تماما.
لم تكتف منظمة اليونيسف الاستعمارية بهذه الغطرسة والاستحواذ على أرزاق اليمنيين الضئيلة، فقد باشرت الصرف بسعر صرف الدولار بمزاجها، وصرفت خمسين دولارا بالريال اليمني، والتهمت فارق سعر الصرف. ثم فرضت شروطا مذلة على المعلمين اليمنيين كما تفعل الدولة.
شيئا فشيئا تحل اليونيسف محل وزارة التعليم اليمنية، لكنها منظمة استعمارية تفرض الشروط المذلة والإجراءات العبثية وتلتهم فوارق الصرف، وتجبر المعلمين على الخضوع والامتثال التام لشروطها، وهي شروط لم تكن أصلا واردة في اتفاقية المنحة.
رفضت اليونيسف كمنظمة استعمارية الإفصاح عن تقاريرها المالية والختامية ومرتبات موظفيها، وهي حتى الآن تبكي وتتسول باسم الأطفال اليمنيين بينما تأكل مرتبات المعلمين، وهو سلوك لا يختلف عن سلوك الوصاية والاستعمار الأوربي البغيض في القرن الماضي، والشركات العابرة للقارات حاليا.
رد اليونيسف على غضب المعلمين اليمنيين كان مستفزا لليمنيين، فبمزاج المنظمة كررت عبارتها بحسم "لن يكون نفس المبلغ لجميع المعلمين"، ما هو ناقص من بيان اليونيسف التوضيحي أن تقول: من لم يعجبه فليشرب من ماء البحر، فنحن المهيمنون هنا.
اقراء أيضاً
كيف يهزم العصيان المدني الحوثيين؟
تهديد الحوثي ككلب بلا أنياب
كي لا يخطف الحوثي المبعوث الأممي