تتزايد الضغوط الدولية مرة أخرى على التحالف واليمن منذ مطلع نوفمبر الجاري بهدف إيقاف الحرب في اليمن من قبل الدول الكبرى الغربية، وخاصة من أمريكا وبريطانيا عبر وزيري خارجية البلدين في الأيام الماضية الذين يزورون الرياض وأبوظبي ويلتقون أيضا مع مسئولي الشرعية.
دائما ما يتحدث المسئولون في الدول الاستعمارية الكبرى عن حرب إقليمية بين السعودية وإيران، ويقتصرون على وصف شكل الحرب بأنها الغارات الجوية العربية والصواريخ الإيرانية، متجاهلين تماما جذور الحرب المحلية. كما يتجاهلون في ذات الوقت القرارات الدولية الملزمة التي صدرت منذ2011م عن الصراع اليمني وحلوله بما فيها القرار 2216 الذي يلزم الحوثيين بشكل صريح بالانسحاب من المدن وتسليم السلاح.
الأزمة الإنسانية شكلت مدخلا مناسبا للضغط على السعودية التي تقود التحالف لوقف عملياتها العسكرية الجوية، دون أي حل للانقلاب في اليمن، والتصريحات الأمريكية والبريطانية تدعو لإنهاء الحرب وليس إنهاء الانقلاب. ويعتقدون أن وقف الهجمات الجوية كفيل بوقف الحرب ومعالجة الأزمة الإنسانية.
في اليمن تنظر الوحدات العسكرية اليمنية ومن خلفها الشعب اليمني للمعركة على مستويات ثلاثة؛ يمنية عربية إسلامية، فهي يمنية من أجل القضاء على الكهنوت الإمامي السلالي الذي يسعى لفرض الاستعباد على الشعب اليمني وإعادة صياغته بما يتناسب مع الفكر الاستعلائي القادم من إيران. ويعبر القادة العسكريون في الجبهات وأفرادهم عن هدفهم بالوصول إلى مران كرمز إمامي يجب القضاء عليه، ويكررون في تصريحاتهم هدفنا صنعاء صعدة مران.
أما من الناحية العربية فهي في مواجهة المد الفارسي المدعوم من الغرب الذي يسعى للسيطرة على مكة والمدينة مهبطي الوحي، وبما يمكن إيران في حال نجاحها من السيطرة على العالم الإسلامي.
وفي المستوى الثالث، ثبت تاريخيا منذ قدوم الإسلام أن الغزو الصليبي والاستعماري الأوربي دائما ما يأتي إلى مكة انطلاقا من السواحل الجنوبية والغربية لليمن، منذ الحملات الصلييبة والكشوف الجغرافية.
الشواهد التاريخية تتحدث عن سيطرة الإمامة على صنعاء (بشكل متقطع) خلال الألف عام الماضية بدأت أثناء ضعف العباسيين (كدولة عربية إسلامية) في العراق، ثم ضعف المماليك والأيوبيين في مصر، وتاليا ضعف العثمانيين (كدولة إسلامية). ولم تسيطر الإمامة مطلقا على صنعاء ولم تقم لها دولة في أي وقت كانت فيه الدولة العربية/ الإسلامية، قوية وحاضرة في المشرق العربي (مصر، الشام، العراق)، وانتصرت الجمهورية بالدعم العربي في الستينيات وسقطت أثناء السقوط العربي بالثورات المضادة في الربيع العربي، ولكنها ستنتصر في المعركة المحتدمة الآن بالموقف العربي القوي -رغم الانحرافات المصاحبة- الذي قادته السعودية ر.
إن المقاتل اليمني الذي يخوض المعارك بشراسة يُدرك -بشكل مذهل- التهديدات الخطيرة على المصالح العربية والإسلامية والمعتقدات الدينية، وهو يرى إيران وإسرائيل تدبران المخططات لتقسيم وتفتيت المنطقة العربية إثنيا وعرقيا وطائفيا بشكل أشد وأدهى من اتفاقية سايكس بيكو، ويشكل بموقفه الصارم في وجه الحوثيين سدا منيعا في وجه المخططات الغربية التي تنفذها الشركات والقوى الاستعمارية مع إيران والهاشمية العربية التي وقفت في معظم مراحل الصراع العربي مع الآخر إلى جانب العدو.
اقراء أيضاً
كيف يهزم العصيان المدني الحوثيين؟
تهديد الحوثي ككلب بلا أنياب
كي لا يخطف الحوثي المبعوث الأممي