تمر علينا الذكرى الرابعة لسقوط الجمهورية وبسقوطها سقط كل شيء ومكتسب طوال نصف قرن من الزمن، وسقط نضال قرن من الحركة الوطنية في مواجهة الإمامة.
أغلب الشعب اليمني يتذكر السقوط الأليم و المخزي للجمهورية، وكيف تسللت الإمامة من بين خلافات القوى التي تدثرت الجمهورية وداست بقبحها على كرامتنا واستلمت مقدرات دولة بكامل عدتها وعتادها دون أن يصدر توجيه عسكري أو حكومي واحد بمواجهتها.
كل بلا شك يتحمل جزءا من مسئولية ذلك السقوط وذلك التراخي، على أن تحمّل المسئولية عن تلك الهزيمة المذلة تقتضي ابتداء الاعتراف بالدور الذي لعبته المؤسسات الحكومية والأحزاب والقوى الفاعلة في عدم الدفاع عن الجمهورية.
اعتراف لا يتطلب بالضرورة الإدانة والمحاكمة، ولكن يستلزم الندم الشديد والعزم على تكفير تلك الخطيئة -التي ساهمت في السماح بسقوط ثورة 26 سبتمبر الخالدة- بتجاوز المصالح غير المشروعة أو إعادة صياغتها وبنائها بشكل شرعي.
إن الفرص المتاحة اليوم لهزيمة الحوثيين متوفرة أكثر من الأمس، والضربات التي تتلقاها الإمامة في أغلب الجبهات موجعة، وكثير من قتلى القيادات الحوثية في معارك الأشهر الأخيرة شهدت الحروب الست، وذلك يعني أن المعارك تستنزف عناصر الحوثيين بشكل هائل.
غير أن التأثير في سير المعارك يتطلب توحدا أو على الأقل تقاربا من الكتل الأكبر الثلاث المؤتمر والسلفيين والإصلاح في مواجهة الحوثية المعزولة على أن يكون هذا التقارب من خلال مشروع الدولة ونظمها ومؤسساتها. ويستلهم كل نقاط القوة الفكرية والدينية والسياسية والاجتماعية والقبلية للحشد والتعبئة ضد الحوثيين الذين يعملون ليل نهار على نشر التشيّع وتغيير الخارطة المذهبية للشعب.
وخارطة المعركة الدائرة حاليا يمكن أن تساعد في صناعة تحولات عسكرية كبيرة إذا تم تخطيطها وتوجيهها بشكل جيد، فألوية الجيش -علي سبيل المثال لا الحصر- التي تتشكل معظمها من سلفيين في جبهة كتاف صارت طلائعها في دار الحديث بآل ابي جبارة في كتاف وعلى مشارف مركز المديرية، وبالنسبة للسلفيين بشكل خاص واليمنيين بشكل عام سيمثل تحرير دماج إزاحة لغمّة حلت باليمنيين منذ خمس سنوات.
لا تقتصر دور هذه القوى على الجبهات العسكرية فحسب، بل تشمل بدرجة كبيرة الأفكار والمعتقدات والتي يجب أن يضطلع تيار السلفيين والإصلاح في مواجهتها بشكل فعال فيما يتوجب على المؤتمر الحفاظ على حاضنته الشعبية من المعتقدات الطائفية الحوثية التي تمجد السلالة والإمامة.
اقراء أيضاً
كيف يهزم العصيان المدني الحوثيين؟
تهديد الحوثي ككلب بلا أنياب
كي لا يخطف الحوثي المبعوث الأممي