إن أهم ما كشفه السفير السعودي لدى اليمن، محمد آل جابر، في حديثه عن قصة تهريب علي محسن الأحمر عقب الانقلاب الحوثي ومحاولة إسقاط الجمهورية 2014، يكشف ضمنيا هزيمة السعودية في اليمن أمام المشروع الايراني عبر الحوثيين.
تفاصيل عملية الهروب التي رواها السفير تحكي أن السعودية فقدت نهائيا كل نفوذها وعلاقاتها وقدراتها وسيطرتها على الوضع اليمني بعد أن احتكرت التأثير في اليمن عقود سابقة.
ومن حيث لا يقصد، كشف السفير أن مخطط إسقاط صنعاء إنما هو هزيمة للسعودية في مجالها الحيوي وعمقها الاستراتيجي للدرجة التي يعتبر فيها إخراج أحد أهم حلفاء السعودية ورجلهم القوي في اليمن من قبضة حلفائهم السابقين الذين استولت عليهم إيران من الرياض، انجاز يستحق الفخر...
وقد بالغ السفير في حجم الهزيمة، حيث أكد- ضمنيا- أن العمليات العسكرية وطبيعة الوضع العسكري لم تكن تعرف عنها السعودية شيئا يذكر...! من حيث أنه توقع أن علي محسن قصد السفارة يحمل رسالة من الرئيس هادي، وتفاجأ بطلب محسن للحماية، ثم عجز عن توفير وسيلة لتهريب الرجل الا باستعانة بشيخ قبلي وفّرَ له طائرة من العند.
وإذا كان الفشل السعودي في ضبط حدود التحرك الحوثي يبدو امرا مفهوما، باعتبار الحوثي أداة إيرانية بامتياز من حيث التنظيم العسكري والأهداف، فإن غير المفهوم هو عجز السعودية عن ضبط صالح! وقد تخوف آل جابر كثيرا من صالح وجماعته.
ومن حديث السفير، يمكن القول إن هزيمة الجمهورية في 2014، كانت أمرا لا مفر منه بفعل الانتصار الايراني على السعودية في اليمن، وما كان دخول صنعاء لإسقاط الجمهورية الا أحد تجليات الهزيمة السعودية.
ويمكن أيضا من خلال حديث السفير، تفسير العجز السعودي الكبير في إحداث أي عملية اختراق استخباراتية تمكنها من قتل قيادات في الجماعة الحوثية وحليفها صالح، ولازالت السعودية عاجزة حتى اللحظة في تفكيك واختراق جبهة الانقلاب. وما قام به صالح في ديسمبر- قبل مصرعه- لم يكن بتنسيق مع السعودية، ليس لرفض السعودية العمل معه، فهي تعمل مع طارق الان، ولكن لان إيران افقدت السعودية كل وسائل السيطرة في اليمن بما فيها حلفاء السعودية على مدى عقود...!!
خاصة وأن السعودية لا زالت تعتمد، ليس على الدولة اليمنية، بل تحن إلى حلفائها الذين قفزوا إلى إيران من اجل التوريث وشبكاتهم الاجتماعية والعسكرية.
وما يعزز الانطباع بأن ما جرى في اليمن هزيمة سعودية كبيرة، هو أن الرئيس هادي قد كشف في حديث سابق له عن أنه أبلغ الملك عبدالله عن حجم التطور والقوة للمشروع الايراني في اليمن قبيل إسقاط صنعاء، فجاء رد الملك عبدالله- وفق هادي- موجها لسعود الفيصل: هذا ما كنت أخشاه في اليمن منذ عشرين عاما. أي منذ تأسيس الشباب المؤمن مطلع التسعينات.
ويبدو التساؤل جديا الأن عن مدى إمكانية السعودية الانتصار في اليمن أمام إيران، وآفاق ذلك الانتصار بما يمحو عنها عار الهزيمة المذلة لها في 2014 وما قبلها.
اقراء أيضاً
كيف يهزم العصيان المدني الحوثيين؟
تهديد الحوثي ككلب بلا أنياب
كي لا يخطف الحوثي المبعوث الأممي