تستعد قيادة الجيش الوطني والمقاومة الشعبية لخوض معركة تحرير محافظة البيضاء، من مليشيات الحوثي وقوات المخلوع الانقلابية، من خلال تحضيرات واستعدادات عسكرية مكثفة أبرزها نقل اللواء 117 مشاة أو ما يعرف بلواء العفاريت من منطقة العبر حضرموت إلى منطقة الجوبة مأرب على تخوم محافظة البيضاء، يقابلها حشود وتعزيزات كبيرة للانقلابيين من الجهة الشمالية الغربية باتجاه مناطق التماس بين مناطق الحداء ذمار وقيفة البيضاء وبني ضبيان صنعاء .
وخلال الأيام الماضية، التقى نائب الرئيس الفريق الركن علي محسن صالح بمحافظ البيضاء نائف صالح القيسي وقائد اللواء 117 مشاة العميد الركن عبدالرب الأصبحي وقائدي فروع النجدة وقوات الأمن الخاصة وقيادات من المقاومة، وأكد لهم أن الأولوية القصوى لقيادة الجيش الوطني تحرير كافة مديريات البيضاء من المليشيات الانقلابية حسب توجيهات القيادة السياسية.
وأشاد بتضحيات وبسالة أبناء محافظة البيضاء في مواجهة اعتداءات ميليشيا الحوثي وصالح الانقلابية وما سطروه من ملاحم بطولية إلى جوار أبطال الجيش والمقاومة الشعبية .
واستمع الفريق الركن محسن إلى مستجدات الأوضاع الميدانية والاحتياجات والمتطلبات التي من شأنها تعزيز موقف الشرعية، مثمنا التضحيات التي قدمها أبناء البيضاء والتي كبدت الانقلابيين خسائر فادحة وأفشلت مشروعهم التخريبي والإرهابي.
قوة تنتظر التوجيهات
اكمل اللواء 117 مشاة (العفاريت) بقيادة العميد عبد الرب صالح الأصبحي، المكلف بتحرير محافظة البيضاء استعداداته العسكرية بعد شهور من التدريبات والتجهيزات في منطقة العبر بمحافظة حضرموت لخوض معركة تحرير المحافظة ضمن لواءين آخرين تم الإعلان عنهما للمشاركة في هذه المعركة .
وبتوجيهات من اللواء الركن محمد علي المقدشي رئيس هيئة الاركان العامة وصل اللواء 117 مشاه ( العفاريت ) قبل أيام من منطقة العبر الى مديرية الجوبة بمحافظة مأرب و تمركزهم بمعسكر الشهيد الزبيري على تخوم محافظة البيضاء ونفذ عرضا عسكريا بمناسبة الذكرى الــ 54 لثورة الــ 26 من سبتمبر من جهة والإعلان عن جاهزيته القتالية من جهة اخرى .
ويبدي الكثير من المراقبين بالبيضاء تفاؤلا بإمكانية قلب موازين القوى وتحرير المحافظة في زمن قياسي، في حال دخول ألوية عسكرية مدربة ومجهزة على خط المواجهة، خاصة بعد الاستنزاف الكبير الذي تعرض له الحوثيين على مدى أكثر من عامين بهذه المحافظة.
خطوة استباقية
وفي خطوة استباقيه تسعى مليشيات الحوثي وقوات الرئيس المخلوع صالح الى احكام سيطرتها على المنطقة الحدودية الهامة لثلات محافظات يمنية "قيفة رداع بالبيضاء" و"كومان الحداء بذمار" و"بني ضبيان بصنعاء" نظراً لأهمية المنطقة وقربها من ابرز معاقل قوات الشرعية في محافظة "مأرب" شرقي اليمن.
وشهدت المنطقة تحركات عسكرية مكثفة رافقها ارسال المزيد من التعزيزات من قبل مليشيات الحوثي والقوات الموالية لصالح والتي أسُتقدمت من معسكرات الحرس الجمهوري وذلك من اجل التمركز في مناطق "النقيل نبعة" من اتجاه مناطق بني سبأ شرق قبيلة الحدأ التابعة لمحافظة ذمار؛ الامر الذي استفز القبائل المجاورة في محافظة صنعاء.
تحركات مضادة
وقد تداعت قبائل "بني ضبيان" من كل المناطق إلى مكان التوتر بمنطقة "النقيل، نبعة" جنوبي المديرية لمواجهة المليشيات الانقلابية في حال إصرارهم على التمركز في المديرية أو خوض مواجهات معهم.
مصادر محلية بالمنطقة اكدت لـ"يمن شباب نت" قيام مليشيات الحوثي وصالح نقل آليات وشيولات الى اطراف قبيلة "الحدأ" وباشرت في أعمال شق طرق جديدة من أطراف منطقة "كومان المحرق" شرق قبيلة "الحدأ" باتجاه اطراف بلاد "الظهرة" مسقط الزعيم القبلي الحوثي الشيخ "سيف القبلي" في "قيفة رداع" في محاولة لفتح الطريق لعناصرها للوصول إلى بلاد "الظهرة" وغيرها من مناطق "قيفة رداع" للإلتفاف على رجال المقاومة الشعبية من أبناء القبائل في "جبل نوفان" و"عيشمة" و"العرين" و"ذي كالب" بمديرية القريشية "قيفة رداع" بمحافظة "البيضاء"
وتُصر مليشيات الحوثي وقوات المخلوع على التوغل في مناطق "قيفه رداع" بـ"البيضاء" وذلك من اجل الوصول إلى مناطق قبيلة "مراد" التابعة لمحافظة "مأرب" رغم الخسائر الكبيرة التي تتعرض لها هناك منذ ما يقارب العامين.
أهداف التحركات
وقال القيادي في مقاومة قيفة رداع "أبو محمد القيفي" في تصريحٍ خاص لـ"يمن شباب نت" أن المليشيات بعد أن عجزت طوال فترة العامين من اختراق مواقع رجال المقاومة الشعبية من أبناء قبائل "قيفة" في جبهات "نوفان وعيشمة ويكلا" من اجل الوصول إلى حدود محافظة مأرب، عمدت إلى شق طريق يمرّ من "كومان" التابعة لقبيلة الحداء وصولاً إلى بلاد "الظهرة" التابعة "لقيفة رداع" ثم "بني ضبيان" وذلك لفتح جبهة جديدة مع قبائل "مراد" في محافظة مأرب.
وأوضح "القيفي" أن هدف الحوثيين من الوصول إلى منطقة بلاد "الظهرة" مسقط رأس القيادي الحوثي الشيخ "القبلي" في "قيفة" من أجل التمركز فيها كونهم يرونها مكاناً امناً يحتضن مقاتليهم، ويتيح لهم القدرة على التحرك منها لمهاجمة مواقع المقاومة وقطع طريقها إلى محافظة مأرب من جهة، اضافة الر محاولة رفع معنويات مقاتليهم في جبهات مديريات "قيفة" والذين يتلقون ضربات موجعة بين الحين والأخر ويتكبدون خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد.
وسبق خلال الفترة القليلة الماضية قيام مجاميع من عناصر مليشيات الحوثي والمخلوع بمحاولة التسلل والوصول لحدود مديرية "بني ضبيان" والتمركز في أطرافها الجنوبية من اتجاة قبيلة "الحدأ" التابعة لمحافظة ذمار واقامة نقاط تفتيش، قبل أن تتحرك قبائل "بني ضبيان" لتجبر المليشيات على إزالة النقاط ومغادرة المنطقة.