هاجم مسلحو الحوثي سفنًا تجارية تحمل سلعًا روسية أكثر من تلك التي تحمل المنتجات القادمة من أي مكان آخر في العالم، مما يسلط الضوء على حدود ضمانات المرور الآمن التي قدمها المتمردون الحوثيون لموسكو في وقت سابق من هذا العام، وفق بلومبيرج.
وفي شهري يناير/كانون الثاني ومارس/آذار، أعلن الحوثيون أنهم سيتجنبون الشحن الروسي إلى جانب الصيني، ولكن من بين 83 سفينة أدرجتها البحرية البريطانية على أنها تعرضت لحوادث في البحر الأحمر وخليج عدن منذ نوفمبر/تشرين الثاني، كانت روسيا هي آخر ميناء رسا فيه 19% من هذه السفن. وكانت جميعها سفن نقل نفط أو سلع.
وكانت سنغافورة، التي تمثل المحطة الروتينية للعديد من السفن التجارية التي تبحر بين آسيا وأوروبا، هي الأقرب بعد ذلك، حيث بلغت نسبة السفن التي رست فيها 11%.
وبوضوح، فإن السفن المملوكة لروسيا ــ وتلك التي تبحر تحت العلم الروسي ــ لم تتعرض للهجوم. ولكن هذا لن يكون بمثابة عزاء يذكر للبحارة التجاريين على متن السفن الدولية التي تنقل شحنات البلاد والذين يتعين عليهم الإبحار في جنوب البحر الأحمر تحت وابل من الضربات بالطائرات بدون طيار والصواريخ.
وتعود الأرقام الكبيرة جزئيا إلى التدفق الهائل للنفط والسلع الروسية التي لا تزال تبحر عبر المنطقة في طريقها إلى آسيا.
ومع تجنب قطاعات كبيرة من الشحن العالمي للممر المائي، استمرت السفن التي تحمل النفط الروسي والسلع السائبة في مواجهة هذا التحدي، مما يعني أن هناك المزيد من السفن المعرضة لخطر الهجوم. وتحتاج موسكو إلى توصيل سلعها إلى المشترين بأسرع ما يمكن وبأقل تكلفة ممكنة للمساعدة في تمويل حربها في أوكرانيا.
وقال محمد البخيتي المتحدث باسم الحوثيين في اليمن في مقابلة مع صحيفة إزفستيا الروسية إن السفن التجارية الروسية والصينية أُبلغت في يناير/كانون الثاني بأنها لا تخشى التعرض لهجوم في جنوب البحر الأحمر.
وبعد شهرين، تكررت هذه التأكيدات بعد أن توصلت الصين وروسيا إلى تفاهم في أعقاب محادثات بين دبلوماسييهما في عمان ومحمد عبد السلام، أحد أبرز الشخصيات السياسية في الحوثيين.
ارتفاع الأسعار
وتزامنت تعهدات الحوثيين مع انخفاض تكاليف التأمين على السفن الصينية على وجه الخصوص. إذ ظل معيار الصناعة ثابتًا عند 0.5% من قيمة السفينة أو أعلى، وفقًا لأشخاص مشاركين في السوق. وقالوا إن السفن الصينية تدفع حوالي نصف هذا المبلغ.
أما بالنسبة للسفن الروسية، التي غالباً ما تكون مغطاة خارج أسواق التأمين الغربية التقليدية، فإن الصورة المتعلقة بالتأمين أقل وضوحاً. ولكن مع ارتفاع عدد الحوادث الأخيرة التي تتعلق بشحنات البلاد، أصبحت المخاطر واضحة.
وبحسب بيانات تتبع السفن التي أجرتها بلومبرج لجميع السفن التي تقول البحرية البريطانية إنها تعرضت للهجوم، فإن أربع من السفن الست المستهدفة كانت لها آخر زيارة إلى ميناء في روسيا.
وكانت السفينة التي غرقت في نهاية المطاف في يونيو/حزيران الماضي ــ وهي الضحية الثانية لهجمات الحوثيين ــ تحمل الفحم بعد مغادرتها ميناء أوست لوغا الروسي.
ولكن هذا لم يمنع عددا قليلا من السفن من استخدام إشارات الأقمار الصناعية لمحاولة إثبات الانتماءات الروسية في محاولة لتجنب الهجوم. وواصلت بعض السفن إرسال إشارات "طاقم روسي" و"روسي على متن السفينة"، وفقا لبيانات تتبع السفن التي جمعتها بلومبرج.