اجتمع المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغّر (الكابينت)، السبت لإجراء مناقشات سرية وخاصة، بدأت في الساعة 14:30 بالتوقيت المحلي، قبل ساعات من تنفيذ الهجوم على الحديدة في اليمن يوم السبت، في وقت أفاد فيه سكان إيلات بأنهم شاهدوا طائرات مقاتلة وطائرات للتزود بالوقود في سماء المدينة.
وفي وقت لاحق، تداول الإسرائيليون على شبكات التواصل الاجتماعي، منشورات عن طائرات شوهدت في سماء الجنوب، رغم أن الرقابة حظرت النشر حول الموضوع.
وذكر موقع واينت العبري، أنه تم استدعاء الوزراء إلى الكابينت، قبل وقت قصير للغاية من الاجتماع، الذي سبق في ساعات الصباح جلسة مناقشة أخرى، برئاسة وزير الأمن يوآف غالانت وقادة المؤسسة الأمنية، بمن فيهم رئيس أركان جيش الاحتلال هرتسي هليفي، وبقي حظر النشر سارياً إلى أن أعلنت إسرائيل رسمياً مسؤوليتها عن تنفيذ الهجوم.
تغطية من السفن البحرية
وذكرت صحيفة يسرائيل هيوم أنّ 20 طائرة شاركت في العدوان، فيما ذكر موقع واينت، أنه شمل التزود بالوقود في الجو بطائرات "رام"، بسبب المسافة الكبيرة إلى اليمن (1700 كيلومتر، 200 كيلومتر أبعد من طهران)، إلى جانب تحليق على ارتفاعات منخفضة لتجنب رادارات "العدو".
كما رافق العدوان مراقبة استخباراتية مع سرب من طائرات "نحشون"، وتغطية من السفن البحرية المنتشرة في البحر الأحمر وربما غواصات واستخدام ذخائر للإسقاط من مسافة 100 كيلومتر من الأهداف، بالاشتراك مع طائرات "إف 15" كمفجر أساسي وطائرات "إف 35" للتسلل وفتح الطريق.
العدوان على اليمن يذكر بالهجوم على تونس
وذهب موقع والاه العبري للمقارنة بين هذا العدوان وعملية "الساق الخشبية" الاسم الذي منحته إسرائيل لعدوانها في الأول من أكتوبر/ تشرين الأول عام 1985، ضد مقر القيادة العامة لمنظمة التحرير الفلسطينية في حمام الشط بتونس، مستهدفة اجتماعات منظمة التحرير الفلسطينية، ما أسفر عن عدد كبير من الشهداء، بينهم تونسيون، وقيادات فلسطينية سياسية وعسكرية.
وكتب الموقع العبري: "منذ ما يقرب من 30 عاماً، نفذ سلاح الجو عملية الساق الخشبية للهجوم على مقر منظمة التحرير الفلسطينية في تونس، على بعد 2200 كيلومتر من إسرائيل، وهو أطول هجوم نفذه سلاح الجو حتى ذلك الوقت. وتم دعم طائرات إف-15 الثماني التي شاركت فيه من خلال عمليتي تزود بالوقود في الجو لتغطية المسافة".
وبحسب الموقع، فإن "الهجوم على أهداف الحوثيين في اليمن يذكرنا كثيراً بتلك العملية، بمدى مماثل تقريباً، ولكن مع تغيير الطائرات. في عام 2024، تقوم القوات الجوية بتشغيل سرب من طائرات إف 15 أكثر تقدماً وأكثر تكيّفاً مع المهام الهجومية بعيدة المدى من طائرات إف 15 التي تم استخدامها للهجوم في تونس".
4 مزايا لمقاتلات إف 35 التي قادت العدوان على اليمن
ووفقاً للموقع، "استخدم سلاح الجو الإسرائيلي هذه المرة مقاتلات إف 35 الأحدث، وكانت هي التي قادت الهجوم. ومن المحتمل أن تكون طائرات "الرعد" و"العاصفة" قد شاركت أيضاً في العملية، حتى لو كان ذلك فقط لحماية طائرات التزوّد بالوقود".
وعدّد الموقع مزايا المقاتلة إف 35 "ذات محرك واحد، ولها طيار واحد، ونظام ملاحة يمكنه المساعدة في تشغيل الأسلحة الهجومية المتقدّمة، ومزايا مهمّة في الهجمات طويلة المدى".
التخفي
وأولى المزايا التي ذكرها الموقع "التخفي، حيث إنّه من الصعب جداً على الرادارات اكتشافها بسبب الهيكل والمواد التي تغطيه، وامتصاص معظم الأشعة الكهرومغناطيسية الخاصة بها.
ويتم اكتشاف الطائرة المهاجمة من طراز إف 35 في وقت لاحق بكثير مقارنة بطائرات إف 15 وإف 16، وعادة في وقت متأخرة للغاية للرد. وفي الهجوم على اليمن، هناك أهمية لذلك إذ أظهر الحوثيون أنّ لديهم أنظمة صاروخية مضادة للطائرات، وقد أسقطوا بالفعل طائرات أميركية بدون طيار.
كما تمتلك الطائرة أنظمة قتال إلكترونية، منها أنظمة إسرائيلية أصرّ سلاح الجوي على دمجها في الطائرات التي اقتناها، وهي مصممة لحماية الطائرة عندما تحمل أسلحة وخزانات وقود تحت أجنحتها، عندما لا تكون متخفية تماماً".
أجهزة الاستشعار
أما الميّزة الثانية، بحسب الموقع، فهي "كثرة أجهزة الاستشعار التي تمتلكها الطائرة، والتي اشترت إسرائيل منها بالفعل 50 طائرة من الشركة المصنعة لوكهيد مارتن، تم تسليم معظمها، وهي بصدد شراء سرب ثالث. وتحتوي الطائرات على رادار متقدم وأجهزة استشعار بصرية وحرارية، يمكنها استقبال الإرسالات الرادارية وقبل كل شيء القدرة على دمج هذه المعلومات.
وبهذه الطريقة يكون لديها القدرة على تحديد الأهداف، وتحديد مسار الطيران الآمن حيث تكون فرص اكتشافها وإسقاطها أقل، كما يمكنها مشاركة معلومات مع الطائرات الأخرى ومقر القيادة في الجبهة الداخلية. إن طائرة إف 35 ليست مجرد طائرة هجومية، بل إنها تتمتع بقدرات كانت، حتى وقت قريب، تتطلب سلسلة من طائرات الاستطلاع وجمع المعلومات الاستخبارية".
القدرة الاستيعابية
الميزة الثالثة، طبقاً للموقع، فهي "القدرة الاستيعابية 8.1 أطنان من القنابل والصواريخ، منها حوالي 1.4 طن في مقصورتين داخليتين للتسليح للطيران في وضع التخفي، والباقي في نقاط حمل على الأجنحة، وهذا أمر كبير بالنسبة لمقاتلة ذات محرك واحد بهذا الحجم، ولا يقل كثيراً عن مقاتلة إف 15 إيه ذات المحركين (11 طنًا).
ويمكن لطائرة إف 35 أن تحمل مجموعة متنوّعة من القنابل الذكية، حيث يمكنها الإطلاق من مسافة عشرات، وأحيانًا مئات الكيلومترات من الهدف، بحيث تستطيع رباعية واحدة من الطائرات الهائلة مهاجمة عشرات الأهداف".
المدى
أما الميّزة الرابعة، كما يذكر الموقع العبري، فهي المدى، إذ إنّ "طراز إف 35 المستخدم، قادر على الطيران لمسافة 1150 كيلومتراً تقريباً في كل اتجاه، أي أقل بحوالي 150 كيلومتراً من طائرات إف 15 وإف 16 سوياً.
وثلاثتها يمكنها التزوّد بالوقود في الجو من طائرات التزود بالوقود الإسرائيلية القديمة، أو استخدام الصواريخ والقنابل بعيدة المدى".
وخلص الموقع إلى أنه "بعد ثماني سنوات من هبوط أول طائرة من طراز إف 35 في قاعدة نبطيم العسكرية (الإسرائيلية)، حققت أول مقاتلة شبح علامة فارقة مهمة".
وفي السياق، قال المتحدث بلسان جيش الاحتلال الإسرائيلي دانيال هاغاري، السبت، إنّ الطائرات العسكرية التي هاجمت مدينة الحديدة غربي اليمن في وقت سابق اليوم "عادت إلى قواعدها بسلام".
وقال هاغاري في مؤتمر صحافي بثته هيئة البث الرسمية إنّ "الطائرات التي هاجمت مدينة الحديدة باليمن، عادت إلى قواعدها بسلام".
وتابع هاغاري: "اسم العملية في اليمن هو الذراع الطويلة، وهذا يعني أن الهجوم رسالة تقول إنّ إسرائيل تعرف كيف تتصرف في المناطق البعيدة عنها".
وأوضح أن "العملية التي نفذها الجيش الإسرائيلي في اليمن كانت "من أكثر العمليات العسكرية تعقيداً". وأضاف: "قمنا بتعزيز نظام الدفاع الجوي، ونحن مستعدون لأي رد محتمل".
(العربي الجديد)