لوحت مليشيا الحوثي الإرهابية، بالانسحاب من مفاوضات السلام التي تجريها مع السعودية منذ أكثر من عام، بشأن الصراع في اليمن.
وقال القيادي النافذ في الجماعة وعضو مجلسها السياسي محمد علي الحوثي، في تدوينة على منصة إكس، في وقت متأخر من الجمعة، "إن اتفاق السلام مع السعودية ليس كخارطة السلام العربية لفلسطين سيبقى بلا نهاية" في إشارة إلى الانسحاب منه.
وفي أكثر من مناسبة تتهم قيادات في المليشيا المدعومة من إيران، السعودية بالرضوح إلى ماتسميه لضغوط الولايات المتحدة الأمريكية التي تتهما بالحيلولة دون التوقيع على إتفاق خارطة الطريق للسلام في اليمن (أشبه بمرحلة انتقالية مدتها 3 سنوات).
وبعد أشهر من المفاوضات، تعثرت جهود إعلان التوقيع على خارطة الطريق التي ترعاها الأمم المتحدة وتقول السعودية إنها تقوم بدور الوسيط فيها، وذلك عقب التصعيد في المنطقة المصاحب للعدوان الإسرائيلي على غزة وماتبع ذلك من تداعيات بما في ذلك هجمات الحوثيين على سفن الشحن وتشكيل تحالفات عسكرية للتصدي لتلك الهجمات.
وتكثفت الجهود الدولية والإقليمية منذ نحو عام للتوصل إلى اتفاق تحت مسمى "خارطة طريق" لإنهاء الصراع في اليمن، وفي أواخر ديسمبر الماضي أعلن المبعوث الأممي، توصل الأطراف اليمنية للالتزام بمجموعة تدابير تشمل وقف إطلاق النار وإجراءات لتحسين الظروف المعيشية في البلاد والانخراط في استعدادات لاستئناف عملية سياسية جامعة تحت رعاية الأمم المتحدة.
المبعوث الأممي هانس غروندبرغ، عاد منتصف أبريل الماضي وأوضح في إحاطة أمام مجلس الأمن، عن تعثر التوصل إلى اتفاق حول خارطة الطريق؛ بسبب الأحداث الإقليمية وربط حل الصراع في اليمن بالصراعات الأخرى في المنطقة.
ودعا "غروندبرغ" جميع الأطراف إلى الامتناع عن اتخاذ إجراءات تصعيدية أحادية الجانب والانخراط في حوار بنّاء بحسن نية تحت رعاية الأمم المتحدة لإيجاد حلول مشتركة من خلال التعاون وتحويل النزاعات إلى فرص لاتخاذ مسار نحو الازدهار المشترك.
وتشن مليشيا الحوثي المدعومة من إيران، منذ نوفمبر الماضي، هجمات بمسيرات وصواريخ على سفن شحن أثناء إبحارها في البحر الأحمر وباب المندب وخليج عدن قبالة سواحل اليمن، وتقول إنها نصرة لغزة التي تتعرض لحرب إسرائيلية مدمرة منذ السابع من أكتوبر الماضي، وأثرت تلك الهجمات سلبا على حركة الشحن والتجارة وسلاسل الإمداد العالمية.
وعلى إثر ذلك شكلت الولايات المتحدة تحالفاً عسكرياً بقيادتها، كما شكل الاتحاد الأوروبي مهمة بحرية لذات الغرض وقال إنها "دفاعية" تهدف لحماية الملاحة البحرية في البحر الأحمر وخليج عدن والمياه المحيطة.
واندلع النزاع في اليمن خريف عام 2014، مع انقلاب الحوثيين على السلطة واحتلال مناطق شاسعة شمال البلاد، من بينها العاصمة صنعاء. وفي مارس 2015 قادت السعودية تحالفاً عسكرياً لدعم الحكومة الشرعية.
ومنذ إعلان الأمم المتحدة، في الثاني من أكتوبر 2022، عدم توصل الحكومة اليمنية ومليشيا الحوثي إلى اتفاق على تمديد وتوسيع الهدنة التي استمرت 6 أشهر، يشهد اليمن تهدئة هشة، تخللتها جهود دولية وإقليمية للتوصل إلى اتفاق شامل لإنهاء الصراع لاتزال مستمرة حتى اللحظة.