أقرّ وزير الأوقاف والإرشاد اليمني، محمد عيضة شبيبة، بتقصير وزارته وتأخرها في التعاقد مع شركات الطوافة في موسم الحج هذا العام، متعهدا بتعويض الحجاج عن أي خدمة لم تقدم لهم.
وقال شبيبة في مقطع مصور: "نعرف أننا أخذنا مبالغ مقابل هذه الخدمات، توفير الحمامات، بناء طابق حمامات إضافية فوق الحمامات، اعتذروا لنا (شركات الطوافة) بأن الوقت مش كافي لتنفيذ هذه الخدمات"، متعهدا بإعادة أي مبلغ أخذ من الحاج مقابل خدمة ولم تنفذ.
وأفادت وكالة الأنباء اليمنية "سبأ"، اليوم الثلاثاء، بان الوزير شبيبة، تفقد مخيمات حجاج بلادنا بمشعر منى، حيث يقضي الحجاج أيام التشريق استعداداً لإتمام مناسك الحج لهذا العام ١٤٤٥هـ .
وذكرت أن الوزير استمع إلى إفادات الحجاج بشأن الخدمات المقدمة لهم، ومدى مطابقتها لما هو متفق عليه مع الوزارة، مؤكداً حرص الوزارة على المراقبة والاشراف على وكالات الحج، مشدداً على ان أي وكالة مخالفة سيتم اتخاذ الإجراءات القانونية بحقها.
وقالت وزارة الأوقاف عبر منصة "إكس"، إنه خلال الزيارة تحدث بعض الحجاج بكل أريحية وتلقائية حول بعض الملاحظات المتعلقة بضيق المساحة المخصصة للحاج في مخيمات منى".
وأشارت إلى أن الوزير عزا ذلك إلى ضيق مساحة المشعر نفسه وهي مساحات تخصصها السلطات السعودية نفسها من أجل استيعاب هذه الجموع الغفيرة من ضيوف الرحمن وليست المسألة ناجمة عن تقصير أو نحوه.
وأفادت أن شبيبة، "وعد بأخذ أي ملاحظات إن وجدت بعين الاعتبار ومعالجتها والاستفادة من أي أخطاء محتملة في المواسم المقبلة".
ويوم أمس الإثنين، تداول ناشطون مقطع فيديو يظهر الحجيج اليمنيين يفترشون الأرض، في ظروف سيئة بمشعر منى، في ظل درجة الحرارة المرتفعة في مكة المكرمة.
كما أظهر فيديو أخر، العشرات من الحجاج يتكدسون في مخيم بمشعر منى وهم يستخدمون وسائل بدائية للتخفيف من حرارة أجسادهم، في ظل غياب التكييف في المخيم.
والسبت الماضي، قال وكيل وزارة الأوقاف مختار الرباش، إن "الوزارة تابعت ما حصل من انطفاء للكهرباء في بعض مخيمات حجاج بلادنا ولم تسكت على ذلك".
وأضاف الرباش عبر منصة "إكس"، إن الوزارة قامت برفع شكاوى عاجلة إلى الجهات العليا ضد الشركة المقدمة لخدمة الكهرباء في مخيمات منى ووصلت الشكاوى عبر جهات حكومية إلى الديوان الملكي الذي استجاب مشكورا واتخذ الاجراءات اللازمة بدعم الكهرباء وتمت المعالجة".
بدوره، قال الوزير شبيبة يومها، إن "وزارة الأوقاف والإرشاد تتابع سير أداء حجاج بلادنا مناسكهم لحظة بلحظة وتعمل جاهدة لحل أي مشاكل بسيطة طارئة، حتى لو لم تكن ضمن مهام الوزارة".
وأشار إلى عبر منصة "إكس"، إلى أن هناك أمور لا علاقة لها بالوزارة لكنها تسارع إلى حلحلتها وحلها بالتواصل المباشر مع الأشقاء في الجهات المعنية بالمملكة.
وأضاف، "الحج عبادة عظيمة ورحلة إيمانية لا تخلو من المشقة بالطبع، ولن يعدم المرجفون وذوو الأهواء سببًا لتعكير صفو هذه الأجواء الروحانية ومحاولة تضخيم الأخطاء الواردة مثل تعطل مكيف هنا أو انقطاع مؤقت للكهرباء في أحد المخيمات أو ما أشبه ذلك..".
وكان بعض الحجاج قد عبروا عن استيائهم من غياب التكييف في المخيمات، مؤكدين أنه لا يقتصر على مخيم واحد، فيما شكا آخرون من تعثر عودتهم الى مشعر منى مرة أخرى بسبب رفض شركات النقل، التي تطلب توجيها من الوزارة.
وقبل يومين أصدر الاتحاد اليمني للسياحة، بياناً عبر فيه، "عن عميق أسفه واستيائه البالغ لتدهور مستوى الخدمات المقدمة للحجاج اليمنيين في مخيمات منى وعرفات خلال موسم حج هذا العام 1445هـ".
وأرجع البيان هذا التدهور إلى "سوء التعاقدات التي أبرمتها الوزارة وشركة ضيوف البيت لتقديم خدمات المشاعر المقدسة"، معبراً "عن خيبة أمله الشديدة لفشل خطة النقل من مشعر عرفات إلى مشعر مزدلفة، مما تسبب في معاناة كبيرة للحجاج".
وطالب الاتحاد بتعويضات عادلة للحجاج المتضررين من هذا الإخفاق، وبمحاسبة جميع المتورطين والمقصرين في هذا الفشل الجسيم الذي أثر سلباً على حجاج بيت الله الحرام من المواطنين اليمنيين.
ودعا الحكومة ومجلس النواب إلى "إجراء تحقيق شامل في هذه الإخفاقات المتكررة، ومحاسبة المسؤولين المقصرين عنها، لضمان تحسين الخدمات في المستقبل والحفاظ على سلامة وراحة الحجاج".