حذّر مندوب بلادنا لدى منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) محمد جميح، من خروج مدينة صنعاء القديمة من قائمة التراث العالمي نتيجة إهمال وعبث مليشيا الحوثي.
وقال الدكتور جميح، إن انهيار "مرنع قبة المهدي"، في صنعاء القديمة، بما يحويه من جدران وعقود وممر مرصوف "يعكس مدى الإهمال الذي تتعرض له المدينة - المصنفة على قائمة التراث العالمي - من قبل سلطات الانقلاب الحوثي".
وأضاف في منشور على فيسبوك، "انهار المبنى كله ـ وهو مرفق كان يستخدم للحصول على الماء من بئر ملاصقة للمسجد، وذلك كونه ممر منحدر بمسافة وانحدار محدد للتمكن من نزع الماء من البئر عبر الحبال والدلاء ـ وقتل ثلاثة أشخاص رحمهم الله، فيما كانت أعمال الترميم تجري في بعض مرافق المسجد".
وأشار إلى أن قبل انهيار هذا المرفق انهارت في الماضي كلياً أو جزئياً بعض المباني الأثرية بفعل الأمطار والإهمال.
وأوضح أنه قبل انهيار هذا المرفق المهم، "هدم الحوثيون جامع النهرين، ويعيدون بناءه الآن بالإسمنت والحديد المسلح ومواد حديثة، في مخالفة جسيمة لمعايير حفظ وصون التراث المادي، وبعدها حاولوا إقامة بوابة سموها "بوابة شعوب"، في مخالفة أخرى، لأن البوابة القديمة لم يعد لها أي أثر، وبالتالي لا يجوز بناء بوابة جديدة ضمن حرم المدينة التاريخية"
وتابع: "وبعدها قرروا إنشاء ما سمي حينها: ساحة الإمام علي، بهدم أربعة أسواق تاريخية وسط المدينة، ونتيجة للضغط تم تجميد المشروع، ولكن الخطط لا تزال قائمة. والآن يعملون على استحداثات جديدة في باب اليمن، وبمواد بناء غير المواد المرخصة للترميم في المدينة".
وأردف: "أمس ينهار هذا المرفق الأثري الذي لا يخص أهالي صنعاء، ولا اليمنيين وحدهم، ولكنه تراث عالمي قد نخسره، حال استمر إهمال هذه المدينة، وحال أخرجت من قائمة اليونسكو للتراث العالمي".
ولفت إلى أن الأمطار، ليست وحدها ما يعرض صنعاء القديمة للخطر، بل بذكر مواطنون هناك أن المولدات الكهربائية التي سمح بانتشارها داخل المدينة الكهربية، بما تسببه من تلوث صوتي وبيئي، واهتزازات داخل المدينة، كل ذلك يعرض مبانيها لخطر الانهيار.
يذكر أن اليونسكو صنفت صنعاء القديمة في العام 1986على قائمة المنظمة للتراث العالمي، قبل أن تعود وتصنف المدينة على قائمة التراث العالمي المعرض للخطر سنة 2015، بسبب تداعيات الصراع، وتراجع جهود حماية المدينة وصيانة تراثها.