أعلنت منظمة أطباء بلاحدود، تسجيل 63 ألف حالة إصابة بالكوليرا والإسهالات المائية في 20 محافظة يمنية حتى نهاية مايو الماضي.
وقالت المنظمة في تقرير لها "تشهد 20 محافظة من أصل 22 محافظة يمنية ارتفاعاً كبيراً في حالات الإسهال المائي الحاد، حيث تمّ الإبلاغ عن أكثر من 63,000 حالة في البلاد حتى 31 مايو/أيار وفقاً للسلطات الصحية".
وأشارت إلى أنه تم التأكد من إصابة أكثر من 2700 حالة مخبرياً بالوباء على الرغم من محدودية القدرة على الفحص في البلاد.
وأكدت المنظمة أنها أطلقت استجابة في ثمان محافظات يمنية (تعز، عدن، شبوة، مأرب، الحديدة، ذمار، حجة، إب)، عبر تقديم العلاج الطبي للمرضى والتبرع بالإمدادات الطبية، وتدرّيب الطواقم الطبية وغير الطبية، وتنفيذ أنشطة التوعية الصحية.
ولفت التقرير إلى أنه وبالرغم من أنّ الإسهال المائي الحاد مرض متكرر في اليمن، إلّا أنّ مثل هذا الارتفاع في الحالات يشكل خطراً على حياة الأشخاص الذين لديهم أساسًا إمكانية محدودة للحصول على الرعاية الصحية. فحالات الإسهال المائي الحاد هي حالات مشتبه إصابتها بالكوليرا.
وحذّر التقرير من تفاقم انتشار هذا المرض الذي ينتقل عن طريق المياه من مصادر المياه الملوثة، بالتزامن مع موسم الأمطار في البلاد.
وقالت رئيسة بعثة منظمة أطباء بلا حدود في اليمن، فيديريكا فرانكو، "هناك حاجة كبيرة لاتخاذ إجراءات إضافية لمواجهة الأعداد المتزايدة للمرضى".
وأكدت "فرانكو" على أهمية التدابير الوقائية مثل توفير المياه الصالحة للشرب، وخدمات الصرف الصحي وممارسات النظافة، وجهود توعية صحية واسعة النطاق لمعالجة هذا الوضع بشكل فعال.
وأشار التقرير إلى أنه وبدون أنشطة واسعة النطاق في مجال المياه والصرف الصحي في المحافظات الأكثر تضرراً، وفي غياب أنشطة التوعية المجتمعية بممارسات النظافة السليمة والكشف المبكر عن المرضى، من المتوقع أن يعود ارتفاع حالات الإسهال المائي الحاد بشكل متوالي خلال الأشهر القادمة.
وتشير التقديرات الأممية إلى احتمالية تسجيل أكثر من ربع مليون حالة إصابة بالكوليرا في عموم البلاد مع حلول سبتمبر القادم.
والكوليرا مرض معدٍ تسببه بكتيريا Vibrio cholerae المنقولة بالماء، وينتشر بسرعة بين السكان، وذلك في المقام الأول من خلال استهلاك المياه أو الطعام الملوث. ويظهر المرض على شكل إسهال لا يمكن السيطرة عليه، والذي إذا ترك دون علاج، يمكن أن يؤدي إلى الجفاف الشديد أو حتى الموت.