دشن وكيل محافظة مأرب الدكتور عبدربه مفتاح ومعه مدير عام مكتب حقوق الإنسان بالمحافظة، عبدربه جديع، اليوم الإثنين، الملتقى الأول لدعم ومناصرة ضحايا الألغام في المحافظة وذلك تحت شعار "معا لبناء السلام ودمج ضحايا الألغام".
وينظم الملتقى مكتب حقوق الإنسان بالشراكة مع منظمة حماية للتوجه المدني(HOCO) بتمويل من المشروع السعودي لتطهير الأراضي اليمنية من الألغام «مسام» وذلك ضمن برنامج ركائز السلام، وسُبل التعاون بين المنظمات والجهات ذات العلاقة، وفق إعلام السلطة المحلية.
ويناقش على مدى يومين الآليات الضامنة لتأهيل ضحايا الألغام وإدماجهم في المجتمع بالإضافة إلى آليات إنصافهم وجبر الضرر وتعزيز المساءلة ، إلى جانب التشبيك بين كافة الجهات الفاعلة لتعزيز جهود دعم ومساندة ضحايا الألغام والدفاع عن حقوقهم المادية والمعنوية.
ويسعى الملتقى للخروج برؤية استراتيجية وطنية تشارك فيها كافة الجهات المعنية للمساهمة في استيعاب ضحايا الألغام وإشراكهم في برامج التدريب والتأهيل والفرص ومشاريع المنظمات المحلية و الدولية وضمان تمثيلهم في أي تسويات سياسية في إطار محادثات السلام اليمنية.
ويهدف إلى لفت انتباه الحكومة وكافة الجهات المعنية محليا وإقليميا ودوليا إلى معاناة هؤلاء الضحايا وتسليط الضوء على قصص بعض الناجين منهم، وخاصة من النساء والأطفال ممن بترت أطرافهم أو أصيبوا بإعاقات دائمة لتذكير العالم بمأساة هذه الفئة المنسية في المجتمع.
وخلال افتتاح الملتقى انتقد الوكيل مفتاح الموقف الدولي المتخاذل إزاء استمرار مليشيات الحوثي الإرهابية بزرع ملايين الألغام وتفخيخ المنازل والمساجد والمدارس والمزارع والطرقات بها ونشرها بصورة عشوائية بأحجام وأشكال متنوعة حتى حولت اليمن إلى أكبر حقل للألغام في العالم.
وأكد أن هذا الصمت الدولي هو من شجع المليشيا على التفنن في صناعتها والتوسع بزراعتها والإمعان في قتل أكبر قدر من المدنيين الأبرياء في كل المحافظات المحررة ومنها المناطق المحررة بمحافظة مأرب التي مازالت تحصد الأبرياء حتى الآن.
وتطرق الوكيل مفتاح إلى غياب تدخلات الأمم تجاه ضحايا الألغام وعدم تقديمها أي شكل من أشكال الدعم و المساندة لهم أو لجهود نزع الألغام وحماية المدنيين في المحافظات المحررة ومنها محافظة مأرب، في الوقت الذي قدمت للمليشيا الحوثية مساعدات بملايين الدولارات استخدمتها في صناعة وزراعة الألغام.
وثمن في الوقت نفسه الدور الإنساني الرائد للمشروع السعودي لتطهير الأراضي اليمنية من الألغام «مسام » والذي تمكن بالتعاون والتنسيق مع البرنامج الوطني لنزع الألغام من تطهير المحافظات المحررة من أكثر من 400 ألف لغم وعبوة وقذيفة وتجنيب المدنيين من مخاطرها.
وشدد وكيل محافظة مأرب على ضرورة الالتفات لضحايا الألغام وتقديم كافة أشكال الرعاية والمساندة لهم ومناصرة قضاياهم وضمان حصولهم على العدالة الاجتماعية وجبر الضرر، لافتا إلى أن أعداد ضحايا الألغام في محافظة مأرب من النازحين والمجتمع المضيف في تزايد مستمر بشكل شبه يومي.
وأشار إلى أن السلام الحقيقي الذي ينشده اليمنيون اليوم لا يكمن في إسكات أفواه البنادق وحسب وإنما في استكمال جهود تطهير الأراضي اليمنية من الألغام بعد إجبار مليشيا الحوثي على وقف زراعتها وتسليم خرائط حقولها والالتفات إلى معاناة ضحاياها ورعايتهم وضمان حقهم في جبر الضرر وتطبيق العدالة الاجتماعية.
وكانت جلسات اليوم الأول من الملتقى الذي شارك فيه أكثر من 100 مشارك من الحقوقيين وممثلي منظمات المجتمع المدني في المحافظة قد تخللها شهادات عدد من ضحايا الألغام تحدثوا فيها عن أوضاعهم الإنسانية وعن احتياجاتهم الأساسية وعن معاناتهم اليومية وظروفهم الصحية النفسية بعد أن افقدتهم الألغام أطرافهم أو تسببت لهم بإعاقة دائمة.