أصدرت السفارة الإسرائيلية لدى دولة الفاتيكان احتجاجا يوم الاثنين بعد أن نددت الناشطة الحقوقية اليمنية الحائزة على جائزة نوبل للسلام توكل كرمان بجرائم الإبادة الجماعية التي يرتكبها الاحتلال في قطاع غزة، وذلك في كلمة لها خلال فعالية استضافها الفاتيكان.
وقالت سفارة الاحتلال إنها شعرت "بالاستياء" تجاه التصريحات التي أدلت بها كرمان مساء السبت خلال مؤتمر نظمته مؤسسة فراتيلي توتي التي أنشأها البابا فرنسيس.
وكانت كرمان، قالت في كلمة أمام الحضور في ساحة كاتدرائية القديس بطرس إن "العالم يقف صامتا أمام الإبادة الجماعية والتطهير العرقي للشعب الفلسطيني في غزة".
وأضافت: "من الضروري إعادة أمريكا إلى الجانب الصحيح من التاريخ، ومنعها من بيع الأسلحة للأنظمة أو الجهات التي تقتل النساء والأطفال، ولا ينبغي لهم أن يقيموا تحالفات مع الطغاة، أو مرتكبي المجازر".
واردفت: "هذا بالضبط ما يحدث في فلسطين، حيث تدفع النساء ثمناً باهظاً أمام العالم أجمع. على الرغم من أن العالم يظل إلى الآن صامتاً في وجه الإبادة الجماعية والتطهير العرقي، وما يحدث للشعب الفلسطيني في غزة".
وبعد أن ذكرت غزة، تلقت تصفيقا حارا من الحضور المكون من زملائها الحائزين على جائزة نوبل وسياسيين ومسؤولين في الكنيسة، ولم يكن البابا نفسه حاضرا.
وقاطعت كرمان التصفيق الطويل، ثم تابعت: "لماذا تُقتل النساء في غزة كل يوم، يُقتلن كل يوم؟". ووجهت دعوة في خطابها إلى إدانة تلك الجرائم والمجازر وإلى التضامن مع الشعب الفلسطيني.
وتابعت: "الطلاب الذين يتظاهرون في أمريكا لا يقاتلون فقط ضد الإبادة الجماعية في غزة، بل يضحون في محاولة لوضع أمريكا على الجانب الصحيح من التاريخ".
وبينت بأن الإنسانية تذبح في غزة وأن مجازر التطهير العرقي وحرب الإبادة التي ترتكبها إسرائيل بحق الشعب الفلسطيني وصمة خزي وعار ليس في حق الاحتلال فحسب بل في جبين المجتمع الدولي بأسره والذي لم يفعل شيئاً لإيقاف هذه المجازر.
وطالبت الناشطة اليمنية، بأن يكون هناك تحرك من أجل وقف فوري لإطلاق النار وإيصال ما يحتاجه القطاع من الإغاثة الإنسانية. كما شكرت توكل كرمان المبادرة، التي نظمتها مؤسسة "فراتيلي توتي"، التي يديرها الكاردينال غامبيتي،
وذكرت أنها تأثرت عندما سمعت، في اليوم السابق، أمام الفندق الذي تقيم فيه في روما، مجموعة من طلاب الجامعة يتظاهرون من أجل فلسطين، ويهتفون "فلسطين حرة".
وتابعت: "هذا في رأيي انتصار للجميع، وليس فقط للشعب الفلسطيني، يجب أن تقاتلوا حكوماتكم، وتقولوا أنهوا الحرب، وليس بيع الأسلحة التي تقتل النساء والأطفال".
نكتة معاداة السامية
وبعد كلمة توكل كرمان القوية، قالت السفارة الإسرائيلية بالفاتيكان على منصة "إكس": "لقد تَدَنس الموقع (المقدس) بشكل صارخ بخطاب معاد للسامية"، مضيفة "نأسف أن مثل هذا الخطاب تم إلقاؤه دون أن يشعر أحد بالواجب الأخلاقي للتدخل ووقف هذا العار".
بدورها علقت كرمان، في منشور على صفحتها بـ"فيس بوك" قائلة: "السفير الإسرائيلي في الفاتيكان غضبان من وصفي ما يحدث في غزة بالتطهير العرقي"، مشيرة إلى أن سفير الاحتلال تساءل في الرسالة "لماذا لم يمنعوني؟ واتهمني بمعاداة السامية".
وأضافت: "إذا كان التطهير العرقي يعرف بأنه إزاحة شعب من أرضه والحلول محله، فما الذي حدث للفلسطينيين غير ذلك. غير سلسلة ممنهجة من التطهير العرقي؟".
وتابعت: "للعلم لم أكن أقصد في الخطاب أن الفلسطينيين تعرضوا فجأة للتطهير العرقي خلال العدوان الإسرائيلي الحالي على غزة، بل خلال ما يزيد عن سبعة عقود من التطهير العرقي، وحروب الإبادة".
وردا على ما اعتبرته نكتة معاداة السامية، التي يطلقها الصهاينة على كل من ينتقد حرب الإبادة وجرائم التطهير العرقي التي يرتكبها الاحتلال في غزة، قالت كرمان "أنا سامية، نحن العرب الساميون، فكيف نعادي السامية؟".
وتعرف الناشطة اليمنية توكل كرمان بوقوفها إلى جانب القضايا الإنسانية وقضايا الحقوق والحريات والديمقراطية، وتنتقد بشدة الأنظمة غير الديمقراطية، بالإضافة إلى دعمها لحركات التحرر الوطني.