قالت الولايات المتحدة الأمريكية، اليوم الاثنين، إن هجمات الحوثيين على سفن الشحن بالبحر الأحمر ألحق الضرر بسبل عيش آلاف الصيادين اليمنيين وحرمهم من مصدر رزقهم.
وأضافت في بيان نشره حساب سفارتها لدى اليمن على منصة إكس، "لطالما كان ساحل البحر الأحمر في اليمن مصدر رزق الأسر والعائلات على مدى أجيال. ولكن الآن، تؤدي هجمات المسلحين الحوثيين على السفن التجارية إلى حرمان آلاف الصيادين اليمنيين من مصدر رزقهم".
وذكرت السفارة في بيانها أنه "منذ أن بدأ الحوثيون المدعومون من إيران بمهاجمة السفن في البحر الأحمر في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، تضرر آلاف الصيادين، وأجبرت هجمات الحوثيين العديد منهم على الانتقال إلى أماكن أخرى أو المخاطرة بالتعرض للجوع".
وتابعت "إن عنف الحوثيين يجبر العديد من الصيادين على نقل عملهم وعائلاتهم جنوبًا وشرقًا، بعيدًا عن البحر الأحمر".
وأوضحت "في محافظة الحُديدة غرب اليمن وحدها، لم يتمكن نحو 10 آلاف صياد من العمل كالمعتاد بسبب هجمات الحوثيين"، مشيرة إلى أن خطر الوقوع في مرمى النيران يعني أن الصيادين لا يستطيعون الصيد في المياه العميقة في البحر الأحمر.
ونقل البيان عن مثنى هبة أحمد، مدير الثروة السمكية في البحر الأحمر، قوله: "إن البحار العميقة خطرة، لذلك يضطر الصيادون إلى الالتزام بالصيد في المياه الضحلة".
وأضاف "الصيد بالقرب من الشاطئ "لا يُكسِب سوى القليل من المال الذي لا يغطي التكلفة".
وقالت السفارة "إن ما يزيد المشكلة سوءًا هو أن هجمات الحوثيين المتكررة على السفن التجارية تسببت في ارتفاع أسعار الوقود، مما جعل الحياة أكثر صعوبة بالنسبة للشعب اليمني الذي يعاني بالفعل".
وأشارت إلى مهاجمة الحوثيين في فبراير الماضي، سفينة شحن تحمل الذرة وغيرها من المواد الغذائية المخصصة للشعب اليمني.
وأكدت السفارة الأمريكية أن هجمات الحوثيين على الشحن البحري تزيد الأمور سوءاً في بلد يقدّر البنك الدولي أن 17 مليون شخص يعانون من الجوع، ويستورد حوالي 90% من المواد الغذائية الأساسية ويعتمد بشكل كبير على شحنات المساعدات، وفقًا للأمم المتحدة.
وتشن مليشيا الحوثي المدعومة من إيران، منذ نوفمبر الماضي، هجمات بمسيرات وصواريخ على سفن شحن أثناء إبحارها في البحر الأحمر وباب المندب وخليج عدن قبالة سواحل اليمن، وتقول إنها نصرة لغزة التي تتعرض لحرب إسرائيلية مدمرة منذ السابع من أكتوبر الماضي، وأثرت تلك الهجمات سلبا على حركة الشحن والتجارة وسلاسل الإمداد العالمية.
وعلى إثر ذلك شكلت الولايات المتحدة تحالفاً عسكرياً بقيادتها، وتنفذ منذ مطلع العام الجاري إلى جانب بريطانيا ضربات تقول إنها تستهدف القدرات العسكرية للحوثيين، رداً على هجماتهم ضد سفن الشحن، قابلها الحوثيون بهجمات على السفن البحرية الأمريكية والبريطانية باعتبارهم "أهدافاً عسكرية".