نقلت صحيفة "العرب" الدولية عن مصادر في المقاومة الشعبية "إن مليشيات الحوثي قدمت عرضاً سرياً من خلال وسطاء، تعرض الانسحاب من محافظتي تعز والبيضاء".
وقالت المصادر "أن الحوثيين اشترطوا أن يتم ذلك من خلال اتفاق بين الحكومة الشرعية والانقلابيين"
وأشارت إلى أن هذه الخطوة تأتي عقب تصعيد الحكومة اليمنية لحربها على الجبهة الاقتصادية ونقل البنك المركزي اليمني إلى العاصمة المؤقتة عدن، إضافة إلى عودة قيادات الشرعية إلى الداخل، وتوارد الأنباء عن خطة عسكرية من المفترض أن تنطلق قريبا لتحرير المحافظتين الأكثر استنزافا للميليشيات الحوثية.
واعتبرت المصادر "أن اشتراط الحوثيين الانسحاب من خلال اتفاق، يهدف إلى تحقيق مكسب سياسي يضمن للحوثيين وحليفهم الرئيس السابق صالح البقاء في مناطق نفوذهم التقليدية، مقابل التخلي عن محافظات باتت في حكم المحررة".
وتتقلص يوما بعد يوم مساحة الطموح السياسي لدى الحوثيين والرئيس السابق، جراء الانتكاسات التي لحقت بهم.
وتركزت جهود تحالف الحوثي-صالح عقب اجتياح العاصمة صنعاء في سبتمبر 2014 على فرض سيطرته على مختلف مناطق اليمن كوريث للسلطة الشرعية، قبل أن يقوم بالانسحاب من المحافظات الجنوبية نتيجة المقاومة العنيفة التي فوجئ بها.
واعتبر مراقبون أن عرض الحوثيين والرئيس السابق موافقتهم على الانسحاب من محافظتي تعز والبيضاء يأتي في سياق مراجعة لوضعهم الميداني والاقتصادي.
وقد أفضت التطورات السياسية والعسكرية والاقتصادية إلى تغيير قائمة أهدافهم التي يبدو أنها ستنحصر في إعادة التموضع في الجغرافيا المذهبية والتخلي عن المناطق التي لا يتمتعون فيها بأي حاضنة شعبية فضلا عن تراجع قدراتهم على إدارتها جراء تناقص مواردهم المالية.
ويسعى الحوثيون وصالح إلى حشد قواتهم في مناطق نفوذهم الديموغرافي مع اقتراب قوات الجيش الوطني من أطراف صنعاء في جبهتي نهم وصرواح وهو ما يتطلب من الناحية العسكرية البحتة سحب الألوية والمقاتلين من محافظات الاستنزاف والزج بهذه القوات في الجبهات الأكثر استراتيجية.