أكد رئيس الوزراء الدكتور أحمد بن عبيد بن دغر، أن أمام الحكومة مهاما ملحة وعاجلة، تكمن في استعادة الأمن والاستقرار في المناطق المحررة، للتقدم نحو استعادة الدولة وتحرير البلاد من قبضة المتمردين، والإسهام الفاعل في تطبيع الحياة والتعامل مع المواطنين اليمنيين على قدم المساواة، فمدينة عدن كانت ولا زالت مدينة لكل اليمنيين وحاضنة للتسامح والإخاء والانتماء لليمن.
وأوضح دولة الدكتور أحمد بن دغر، خلال الكلمة التي ألقاها بالاحتفال الوطني الكبير الذي أقيم اليوم بالعاصمة المؤقنة عدن، بأن الحكومة سوف تدشن مشروع إعادة الإعمار في الأيام المقبلة، وستكون البداية في مديريات كريتر والمعلا والتواهي كمرحلة أولى، تليها مرحلة ثانية إعمار مديرية خورمكسر وبقية مديريات المحافظة وكذلك محافظة لحج، بالإضافة إلى إعادة الاعتبار لصندوق إعمار أبين ليعود للمهام التي أوكل بها. بحسب وكالة سبأ الرسمية.
وقال رئيس الوزراء" نحتفل اليوم بالذكرى الرابعة والخمسون لثورة السادس والعشرين من سبتمبر المجيد،الثورة التي غيرت مجرى التاريخ في بلادنا وصححت مسارنا الوطني،الثورة التي أطاحت بنظام الامامي الرجعي المتخلف ووضعت اليمن على طريق الحرية والمساواة والتقدم،فكانت فتحاً جديداً في تاريخنا وحدثاً فريد في حياتنا،وانهت عصوراً من التخلف والعنصرية والسلالية المقيتة والتمييز والخرافة الحاكمة
وأضاف رئيس الوزراء: نحتفل اليوم بذكرى سبتمبر في عدن المدينة الباسلة التي احتضنت أحرار اليمن، ومن المناطق المحيطة بها،هب الآلاف من المناضلين دفاعاً عن الثورة والجمهورية ايماناً بالمصير الواحد والآمال والطموحات المشتركة لشعب واحد قسمته صراعات الدولة آنذاك،ومن هولا تشكلت طلائع التحرير في الجنوب المحتل وأضحت سبتمبر سنداً وباعثاً موضوعياً وذاتياً لثورة الرابع عشر من أكتوبر المجيدة
وقال رئيس الوزراء ان نشو دولتين في الشمال وفي الجنوب ما كان له ان يقف عائقاً امام اليمنيين في تحقيق وحدتهم،لكن هذه الوحدة التي طالما حلم بها اليمنيين وراو فيها طريقاً للخلاص من بؤس الحياة وضعف الهمة تحولت على يد مجموعة من المتنفيذين إلى كابوس جديد شوهت قيمها الجميل،فقد انحرف المتنفذون بأهدافها النبيلة،واستخدموها لنهب والاستحواذ والإقصاء وحملوا الوحدة وزر خطاياهم
وأشار بن دغر الى أن المركز قد أستخدم كل الصلاحيات المتاحة في دستور دولة الوحدة لتعزيز مركزية القرار الوطني،وغابت تدريجياً قيم الحرية والديمقراطية واستبدلت الوحدة بنظام سلطوي طالت إقامته فانفجر الشعب غاضباً جنوبه وشماله شرقه وغربة، ليجد في المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية مخرجاً من الأزمة،وفي الحوار الوطني رويا جديدة تعيد بناء النظام الجمهوري على أسس مختلفة وتصنع دولة اتحادية ديمقراطية مدنية حديثة
ودعا رئيس الوزراء الإنقلابيين إلى تحكيم العقل والمصلحة الوطنية وقال :أن من العقل والمصلحة الوطنية وحقناً للدماء وحفظاً للبلاد والعباد الاعتراف بالخطاء والعودة إلى جادة الصواب وإلى تنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي ???? بداءً بتسليم السلاح والانسحاب من المناطق والمدن التي احتلوها واستعادة السلطة الشرعية لمكانتها،تمهيداً لذهاب بعد ذلك للحلول السياسية،استناداً للمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات الحوار الوطني
وقال رئيس الوزراء :إن واجب الوفاء – أيها الإخوة الأعزاء – ونحن نحتفل بهذه المناسبة يحتم علينا أن نكرر شكرنا الجزيل لإخواننا في المملكة العربية السعودية وعلى وجه الخصوص خادم الحرمين الشرفين الملك سلمان بن عبدالعزيز الذي تقود بلاده تحالفاً عربياً في مواجهة الانقلاب والانقلابيين لقد منعت عاصفة الحزم كارثة أمنية وإقليمية كانت سوف تصيب العرب جميعاً في مقتل لو تركت على حالها، وإن دعم مواقف المملكة في هذه المواجهة التاريخية مع الفرس وأعوانهم هو واجب وطني, وموقف أخلاقي لمن أرادوا الخير لأنفسهم ولشعوبهم, فشكراً للمملكة ملكاً وحكومةً وشعباً، وشكراً لإخواننا في دولة الإمارات العربية المتحدة، وهنا أخص بالذكر الشيخ القائد محمد بن زايد لما تقدمه بلاده من جهد في حماية أمن المنطقة والأمن العربي، والشكر موصول لقادة دول مجلس التعاون في قطر والبحرين والكويت وأشقاءنا في مصر والسودان اللذين حرصوا على أمن اليمن وأمن المنطقة وأمن الأمة العربية.
.
وأشار رئيس الوزراء بأن الحكومة سوف تعمل على استعادة الخدمات العامة في عدن وكافة المحافظات المحررة وستبحث عن حلول توقف تدهور الكهرباء وتضع حلولا عاجلة تخفف من معاناة المواطنين، موضحا بأن الحكومة قدمت أكثر من 13 مليار ريال يمني خلال الشهور الماضية لتحسين خدمة الكهرباء، وسوف تستمر في توفير الأموال لكهرباء عدن لشراء مادتي الديزل والمازوت، وبذات الوقت فإننا نحضر لحلول إستراتيجية تنهي هذه المعاناة بصورة نهائية
وفي ختام كلمته وجه تحية لأهل عدن قائلاً : تحية لأهلنا في عدن،وفي كل محافظات الجمهورية ونقول لهم ثقوا ان المستقبل أفضل وان الأمل في الخروج من الأزمة وتحقيق السلام في ربوع اليمن قريباً
هذا وقد بداء الحفل بنشيد الوطني ثم بآيات من الذكر الحكيم تلاها القارئ مصطفى الامين
والقي كلمة السلطة المحلية بالمحافظة وكيل أول محافظة عدن أحمد سالمين، رحب فيها بالحضور، وقال: "أهديكم بتحية صادقة من أرض العاصمة عدن، مدينة الثورة والحرية والتجارة والتنوع والتعايش السلمي والقبول بالآخر"
وهنأ سالمين الحاضرين بمناسبة العيد ال 54 لثورة 26 سبتمبر وال 53 لثورة 14 أكتوبر، والتي كانت منعطفا تاريخيا آنذاك في إنهاء الحكم الإمامي في شمال اليمن ودحر المستعمر البريطاني في الجنوب
وقال وكل أول محافظة عدن: " وها نحن اليوم يسطر فيها شعبنا العظيم بقيادة فخامة الأخ الرئيس عبدربه منصور هادي، كفاحا ومقاومة باسلة، قدم من خلالها قوافل من الشهداء والجرحى لهذا الوطن لإنهاء الظلم واستعادة الدولة ومؤسساتها والسير نحو بناء الدولة المدنية الحديثة، دولة القانون والحق والمواطنة المتساوية والحريات"
وتخلل الحفل العديد من الفقرات الفنية المتنوعة بدأتها نجمة الفن اليمني بلبل اليمن الفنانة امل كعدل بأغنية وطنية نالت إعجاب الحاضرين
وشارك في الحفل الطفل جسار ابن الشهيد بقصيدة شعرية عبر فيها عن المعاناة التي يعيشها أطفال اليمن
كما استعرض في الحفل لوحة فنية راقصة- وتشكيلية من فنون عدن وأبين ولحج وحضرموت
كما شاركت الفنانة صبرين سمير بأغنية نالت إعجاب الحاضرين وفي الحفل تغنى الفنان إيهاب خليل بأغنية عاطفية .
حضر الحفل نائب رئيس الوزراء وزير الداخلية اللواء الركن حسين عرب،وزير الاعلام معمر الارياني،وزير الإدارة المحلية عبدالرقيب فتح وزير الصحة ناصر باعوم،وزير السياحة محمد القباطي، وزير الثروة السمكية فهد كفائن،وزير الثقافة مروان دماج،وزير التعليم العالي حسين باسلامة،وزير الاوقاف القاضي احمد عطية،وزير التربية والتعليم عبدالله لملس،وزير الدولة امين العاصمة اللواء عبدالغني جميل وزير الدولة عبدالرب السلامي،وحسين منصور نائب وزير الإدارة المحلية وناصر شريف نائب وزير النقل ونائب وزير السياحة محمد الدهبلي وقائد المنطقة العسكرية الرابعة اللواء احمد سيف اليافعي،ومحافظ سقطرى سالم عبدالله عيسى ومحافظ شبوة احمد لملس ومحافظ الضالع فضل الجعدي،،وعدد من القيادات العسكرية والأمنية،ووكلاء محافظات عدن ولحج وابين والضالع