يعقد مجلس الأمن الدولي (UNSC) مساء الاثنين القادم اجتماعه الشهري بشأن اليمن، لبحث مستجدات الأوضاع في البلاد، وجهود السلام والمخاوف من انهيارها جراء استمرار التوتر في البحر الأحمر على وقع استمرار الحوثيين هجماتهم ضد سفن الشحن.
وحسب موقع مجلس الأمن الدولي، فإنه في صباح يوم الاثنين (15 أبريل) ـ المساء بتوقيت اليمن ـ سيعقد مجلس الأمن جلسة إحاطة مفتوحة، تليها مشاورات مغلقة، بشأن اليمن.
ومن المقرر أن يقدم المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى اليمن هانز جروندبرج ومدير العمليات والمناصرة في مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية إيديم ووسورنو إحاطة إعلامية، وسيستمع المجلس أيضًا إلى إحاطة من ممثل المجتمع المدني في اليمن، كما من المتوقع أن يقدم رئيس بعثة الأمم المتحدة لدعم اتفاق الحديدة (UNMHA) اللواء مايكل بيري إحاطة خلال المشاورات، وفقاً لجدول المجلس.
ومن المتوقع أن يجدد غروندبرغ في إحاطته التحذير من استمرار التوتر في البحر الأحمر وتأثيراته المحتملة على المُضي في خارطة الطريق التي يُشرف عليها حول التسوية للصراع في اليمن، كما سيؤكد على استمرار تواصله مع الأطراف والمجتمع الدولي للدفع بعملية السلام.
وكان المبعوث الأممي قد قال في الإحاطة الأخيرة للمجلس بشأن اليمن، التي عقدت في 14 مارس/آذار، أنه كلما طال أمد الأزمة، "زادت احتمالية" قيام الأطراف اليمنية "بتغيير الحسابات وتغيير أجندات المفاوضات الخاصة بهم"، مضيفًا أنه في أسوأ السيناريوهات ويمكن أن يقرروا العودة إلى الحرب.
ويعكف المبعوث الأممي منذ عدة أشهر على صياغة "خارطة طريق" لإنهاء الصراع في اليمن، وفي أواخر ديسمبر الماضي أعلن "غروندرغ"، توصل الأطراف اليمنية للالتزام بمجموعة تدابير تشمل وقف إطلاق النار وإجراءات لتحسين الظروف المعيشية في البلاد والانخراط في استعدادات لاستئناف عملية سياسية جامعة تحت رعاية الأمم المتحدة.
وأوضح المبعوث الأممي في بيانه حينذاك، أنه سيعمل مع الأطراف في المرحلة الراهنة "لوضع خارطة طريق تحت رعاية الأمم المتحدة تتضمن هذه الالتزامات وتدعم تنفيذها".
وتُرجع تقارير إعلامية أسباب تأجيل الإعلان عن هذا الاتفاق إلى التصعيد الذي يشهده البحر الأحمر على وقع استمرار الهجمات الحوثية على سفن الشحن في البحر الأحمر، وماتبع ذلك من تشكيل تحالف عسكري لمواجهة تلك الهجمات.
وبشأن الوضع الإنساني من المرجح أن تتحدث إيديم ووسورنو، في إحاطة عن التأثيرات الناجمة عن توقف برنامج الأغذية العالمي عن توزيع المساعدات الغذائية العامة في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون منذ ديسمبر/كانون الأول 2023، وتأثيرات تراجع قيمة الريال اليمني في مناطق سيطرة الحكومة اليمنية، وارتباطها بارتفاع مستويات انعدام الأمن الغذائي في اليمن. كما من المتوقع أيضًا أن تثير ووسورنو، خلال إحاطتها الإعلامية، المخاوف بشأن ارتفاع حالات الكوليرا في اليمن.
ووفقا لبرنامج مجلس الأمن، فإن أعضاء المجلس الذين وقعوا على "بيان التعهدات المشتركة المتعلقة بالمناخ والسلام والأمن" - فرنسا، غيانا، اليابان، مالطا، موزمبيق، سيراليون، سلوفينيا، سويسرا، جمهورية كوريا، والمملكة المتحدة، والولايات المتحدة – سوف يعقدون جلسة نقاشية لتقديم بيان حول قضايا الأمن المناخي التي تواجه اليمن، وذلك استجابة لمقترح مالطا التي ترأس المجلس هذا الشهر والتي طالبت أن تتضمن الإحاطة الإعلامية الخاصة باليمن هذا الشهر التركيز على آثار تغير المناخ في البلاد، التي سيقدمها ممثل المجتمع المدني.
ويقول تقرير لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي صدر في ديسمبر 2023 بعنوان "تأثير تغير المناخ على التنمية البشرية في اليمن"، إن اليمن من بين الدول الأكثر عرضة لتغير المناخ، كما يتضح من الأمطار الغزيرة والفيضانات الغزيرة التي شهدتها البلاد. في السنوات الأخيرة، بينما تواجه أيضًا أزمة مياه متفاقمة منذ عقود، وفي هذا الصدد قد يؤكد أعضاء المجلس على أهمية تحسين الوضع الأمني لتعزيز قدرة اليمن على الصمود في وجه تغير المناخ، كما قد تسلط الضوء أيضًا على العلاقة بين الأمن المناخي، وكيف يمكن أن تساهم ندرة المياه والتصحر والظواهر الجوية القاسية في التنافس على الموارد وتصبح دوافع متزايدة للصراع في اليمن.
وفي اجتماع يوم الاثنين، من المرجح أن يكرر أعضاء المجلس إدانتهم لهجمات الحوثيين، مع التعبير عن دعمهم المستمر لجهود جروندبرج ودوره الحاسم في الوساطة، كما قد يدعو أعضاء المجلس الجهات المانحة إلى زيادة تمويلها لخطة الاستجابة الإنسانية لليمن لعام 2024، ويطالبون بحل مشكلة الانقسام الاقتصادي على وقع التصعيد الجديد الذي قامت به مليشيا الحوثي بصك عملة مدنية من فئة 100 ريال، وماتبعه من رفض البنك المركزي في عدن للإجراء واعتبار العملة "مزيفة" علاوة على إلزام البنوك والمصارف بنقل مقراتها من صنعاء إلى عدن خلال 60 يوماً.
كما قد يتطرق بعض أعضاء المجلس في اجتماعهم لمجزرة رداع بمحافظة البيضاء، التي ارتكبتها مليشيا الحوثي في الـ 19 من مارس الماضي، بتفجير عدد من المنازل على رؤوسها ما تسبب بمقتل وإصابة عشرات المدنيين.