قالت منظمة الصحة العالمية، في بيان لها، أن النزاع الذي طال أمده في اليمن، ترك نصف السكان بحاجة إلى مساعدات صحية.
جاء ذلك في بيان صحفي لمكتب المنظمة الإقليمي، أصدره أمس الاحد، بمناسبة يوم الصحة العالمي الذي يوافق 7 أبريل من كل عام.
وذكر البيان أن اليمن يواجه عبئاً مضاعفاً من المرض والنزاع، حيث "يحتاج 17,8 مليون شخص في البلاد إلى مساعدات صحية"، مشيراً إلى أن النساء والأطفال يمثلون ثلاثة أرباع هذه الرقم.
وأوضح أن النساء يشكلون 24% من المحتاجين للرعاية الصحية حيث يحتجن للحصول على خدمات طبية وصحية إنجابية مختلفة".
وأضاف أن 50 % من المحتاجين للمساعدة من فئة الأطفال بمن فيهم 540,000 طفل دون سن الخامسة يحتاجون إلى علاج منقذ للحياة بسبب الهزال الشديد، 10% منهم يعانون من سوء التغذية الحاد الوخيم مع مضاعفات ويحتاجون إلى رعاية متخصصة مع ضرورة إبقائهم في المشفى.
وأشار إلى أن الفئات الضعيفة هي أكثر من تتحمل آثار النزاع، وتشمل هذه المجموعات (النازحين داخلياً، والأطفال، والنساء، وكبار السن، والأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة، والأشخاص الذين يعانون من اضطرابات نفسية، والمجتمعات المهمشة، والأشخاص المصابين أثناء النزاع).
وقال الدكتور أرتورو بيسيغان، ممثل منظمة الصحة العالمية في اليمن: "لا يمكن وصف التحديات التي يتعين على المجتمعات في اليمن مواجهتها. الأطفال الذين يحالون إلى أقسام التغذية العلاجية موجودون هناك فقط بسبب الجوع لفترات طويل".
وأضاف: "النظام الصحي هش ويواجه صعوبة في تلبية الطلبات المتزايدة. أتعاطف مع الآباء وأولياء الأمر الذين يتعين عليهم رؤية أطفالهم يمرضون أمام أعينهم".
وأوضح البيان إلى أن موجز بيانات المخاطر المتعددة في اليمن، الذي دعمت منظمة الصحة العالمية تطويره، حدد 6 أخطار ذات أولوية واحتمالية عالية وتأثير كبير على الصحة العامة، وهي: (النزاع المسلح، والكوليرا، وحمى الضنّك، والفيضانات والأعاصير، والملاريا، والحصبة).
ونوهت المنظمة إلى أنها دعمت خلال العام المنصرم 245 مرفقاً صحياً لضمان تشغيله، وقدمت 6,4 مليون استشارة طبية للمرضى، ووصلت إلى حوالي 2,5 مليون مستفيد. وتطعيم نحو 1,2 مليون طفل دون سن الخامسة ضد شلل الأطفال، وتطعيم حوالي مليون ومائة ألف طفل آخرين ممن تتراوح أعمارهم بين 6 أشهر و4 سنوات ضد الحصبة.
وأضافت أنها قامت بتوزيع 4,000 طن من الأدوية، والمعدات والأثاث الطبي، وأجهزة تكنولوجيا المعلومات وغيرها من التقنيات الصحية بقيمة إجمالية قدرها 42,63 مليون دولار أمريكي على 470 مرفقاً صحياً في جميع أنحاء اليمن.
وأكد ممثل الصحة العالمية في اليمن على ضرورة وجود نهج متعدد القطاعات لتعزيز الصحة والرفاه مع معالجة محددات الصحة وعوامل الخطر؛ مشدداً على اقتران ذلك بالسلام، حيث "السلام هو الطريق الوحيد الذي يمكن لليمن فيه أن يبدأ في التعافي".