جدد وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان خلال لقائه مسؤولا حوثيا في العاصمة العمانية مسقط، دعم إيران للهجمات التي تشنها جماعة الحوثي ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.
وأجرى عبد اللهيان، يوم الأحد، في مسقط مباحثات مع محمد عبد السلام الناطق باسم جماعة الحوثي، ووصف الهجمات الأميركية والبريطانية على اليمن بأنها انتهاك لقرارات مجلس الأمن الدولي.
وقالت الخارجية الإيرانية في بيان، إن عبد اللهيان أشاد بما سماه "النصرة الشجاعة التي يقدمها الشعب اليمني للشعب الفلسطيني، الذي يتعرض للعدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة (في إشارة للهجمات على السفن)، إلى جانب تثمين طهران إعلان الحكومة التابعة للحوثيين تضامنها مع إيران بعد الهجوم الإسرائيلي على القنصلية الإيرانية في دمشق الاثنين الماضي.
ووصف عبداللهيان الهجوم "بأنه هجوم إرهابي باستخدام الطائرات والصواريخ الأمريكية الصنع"، مؤكدا أن "الجمهورية الإسلامية الإيرانية، بالإضافة إلى الإجراءات القانونية والدولية المعترف بها ستقوم في إطار القانون الدولي بمحاسبة ومعاقبة المعتدين المجرمين".
وأوضح البيان استعراض عبد اللهيان، خلال اللقاء، العلاقات بين إيران والمملكة العربية السعودية، ووصفه لها بأنها في تقدم وتطور، مشيرا إلى إعلان دعم بلاده عملية محادثات السلام في اليمن.
وأشارت الخارجية الإيرانية إلى أن عبداللهيان "وصف الهجمات الأميركية والبريطانية ضد اليمن بأنها انتهاك لسيادة هذا البلد ووحدة أراضيه، وفي إطار الدعم الشامل لاستمرار جرائم الكيان الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني المظلوم والمقاوم".
بدوره أعرب المتحدث باسم الحوثيين تضامن حكومة الجماعة مع إيران، زاعما بأن دعمهم "للشعب الفلسطيني المظلوم له أبعاد إسلامية وأخلاقية وإنسانية، كما أنه دعم للأمن القومي العربي والإسلامي".
ونقلت الخارجية عن عبدالسلام قوله إن "انتصار الكيان الصهيوني في هذه الحرب، سيكون بمثابة انهيار أمن العالم العربي" وتشديده على أن "اليمن ماض في استهداف السفن الإسرائيلية أو المبحرة نحو هذا الكيان".
وأكد عبدالسلام، وفق الخارجية الإيرانية، أن القيادة الحوثية والشعب اتخذا "موقفا حاسما لا رجعة فيه" من الحرب الدائرة في غزة، وأن "هذا الموقف ينبع من المعايير الأخلاقية والإنسانية التي نؤمن بها".
وأشار الحوثي إلى إجرائهم اتصالات ومباحثات مع مسؤولين من مختلف دول العالم أكدوا فيها عدم التعرض سفن هذه الدول لأي تهديد، مشيدا "بالدعم الخاص والمتميز الذي تقدمه الجمهورية الإسلامية الإيرانية للشعب الفلسطيني ومحور المقاومة".
وقال عبدالسلام "إن سبب الضغوط والهجمات التي تمارسها أمريكا والكيان الصهيوني ومحورهما المنحاز ضد إيران هو هذا الموقف المشرف والدعم من قبل إيران لفلسطين ومحور المقاومة".
بالتزامن مع ذلك أعلنت وكالة "أمبري" البريطانية للأمن البحري تعرّض سفينتين للاستهداف قبالة سواحل اليمن، في ثالث واقعة من هذا النوع خلال أقل من 24 ساعة.
من جهتها، أعلنت جماعة الحوثي المدعومة من إيران "استهداف سفينتين إسرائيليتين وأخرى بريطانية". وقال المتحدث العسكري باسم الحوثيين يحيى سريع إنهم نفذوا خمس عمليات عسكرية في الساعات الـ72 الماضية.
وجاءت هذه التطورات في خضم توترات تزداد تصاعدا على وقع أعنف هجوم إسرائيلي استهدف القنصلية الإيرانية في دمشق وأسفر عن سقوط عدد من القتلى بينهم ضابطان كبيران في الحرس الثوري.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن الخارجية الإيرانية أن زيارة عبد اللهيان لمسقط هي المحطة الأولى ضمن جولة إقليمية، دون تفاصيل إضافية بشأن الدول التي سيزورها.
بدورها، أفادت صحيفة الوطن السورية الموالية للنظام بأن عبداللهيان سيصل الاثنين إلى دمشق في زيارة رسمية. وقالت:"ستشكل تداعيات الضربة التي استهدفت القنصلية الإيرانية في الأول من أبريل/نيسان "محورا أساسيا" في المباحثات التي سيجريها عبداللهيان، إضافة إلى العلاقات الثنائية والأوضاع في غزة".
المصدر: وكالات