دعا سفير اليمن في واشنطن محمد الحضرمي، الولايات المتحدة الأميركية إلى تصنيف أكثر صرامة لمليشيا الحوثي وتمكين ودعم الحكومة اليمنية بشكل مباشر وغير مباشر لمواجهة إرهابها وإضعاف قدراتها واستعادة الدولة.
جاء ذلك في إحاطة قدمها مركز واشنطن للدراسات اليمنية في الكونجرس الأمريكي، مساء الجمعة، حول تأثير تصنيف الحوثي على اليمن والبحر الأحمر.
واعتبر الحضرمي تصنيف الولايات المتحدة الذي دخل حيز التنفيذ منتصف فبراير الماضي، "متساهلاً للغاية وغير كاف"، مؤكداً أن هذا الخيار يأتي في ظل تسامح كبير من قبل القوى العالمية؛ مما يوفر للحوثيين طريقا سهلا للهروب من المساءلة.
وقال إن الأزمة الإنسانية تتفاقم بسبب تصرفات الحوثيين مثل هجمات البحر الأحمر، والتي تعطل خطوط إمداد المساعدات، مشيرا إلى وجود ممرات مساعدات بديلة، ولكنها أقل كفاءة.
وبما يخص خارطة الطريق، قال السفير الحضرمي إن "السلام كان في متناول اليد حتى تصاعد العنف في غزة، وهذا ما أجبر الحكومة اليمنية على تقديم تنازلات، مما أضعف موقفها التفاوضي".
وأشار إلى الحالة الإنسانية والوضع المتردي في تعز المحاصرة حيث يواجه أربعة ملايين من السكان نقصا حادا في الماء والغذاء، فضلاً عن تقييد الوصول إلى الرعاية الطبية، وذلك نتيجة للحصار التي تفرضه مليشيات الحوثي.
وأكد الحاجة إلى ضغوط أقوى ونهج دولي أكثر صرامة مع مليشيا الحوثي من أجل الوصول إلى سلام حقيقي في اليمن.
وفي الإحاطة تحدثت الباحثة غير المقيمة في معهد الشرق الأوسط "فاطمة أبو الاسرار"، عن خشيتها أن يؤدي وقف إطلاق النار في غزة إلى رفع التصنيف العالمي للحوثيين وعودة الصراع بين الجماعة والشعب اليمني واستمرار الاعتداءات الحوثية على المواطنين كما حدث في رداع قبل أيام.
وشددت على الحاجة إلى استراتيجية واضحة المعالم وطويلة المدى من قبل الولايات المتحدة نحو نهج الحوثي العسكري، مؤكدة "أن الحوثي دائما ما يستغل أي ميزة للسيطرة الكاملة على اليمن سعيا لتحقيق هدفهم الأيدلوجي المتمثل في إعادة الإمامة تحت حكمهم".
وسلطت أبو الأسرار الضوء على كيف ساعدتهم هجمات البحر الأحمر على تعزيز روايتهم بالدفاع عن المقدسات ومحاربة أمريكا وإسرائيل، مما شكل تعاطفاً داخلياً وخارجياً واسعا معهم وتصديقا لروايتهم المزعومة.
وكانت الولايات المتحدة أعلنت تصنيف الحوثيين كمنظمة إرهابية أجنبية، وهو القرار الذي دخل حيز التنفيذ منتصف فبراير الماضي، إلا أن درجة التصنيف هي الأدنى للمنظمات الإرهابية.
ومع ذلك يؤكد المسؤولون الأمريكيون، وعلى رأسهم المبعوث تيم لندركينغ، إمكانية رفع المليشيا من القائمة العقوبات إذا أوقفت هجماتها على السفن التجارية في البحر الأحمر.