اعتبر كاتب أميركي بأن تهديد التجارة في البحر الأحمر من خلال الحوثيين لم يكن سوى أحدث دليل على المشروع الأوسع للحرس الثوري الإيراني، مشيرة إلى ما وصفته بالهدف النهائي للمنظمة المتمثل بإنشاء دولة شيعية موحدة تحت سلطة آية الله علي خامنئي.
ونشرت شبكة «Diplomatic Courtier» مقالا للكاتب إيليا بريتو مارتيني، قال بأن التهديدات التي يشكلها الحرس الثوري الإيراني- الذي عده لاعبا غامضا في الجغرافيا السياسية للشرق الأوسط -تقوض المنطقة بأكملها.
وبحسب الكاتب يتمتع الحرس الثوري الإيراني بنفوذ كبير ليس فقط داخل إيران ولكن في المنطقة أيضًا، حيث يؤثر على الجغرافيا السياسية بطرق خفية. وأوضح بأنه على الرغم من بدء عملية التطبيع في العام الماضي، فإن دول الخليج السنية ذات الأغلبية العربية هي الهدف الرئيسي لاستراتيجية التوسع هذه، والتي إذا تحققت، يمكن أن تغير بشكل كبير الشرق الأوسط بأكمله وتعرض الاستقرار الدولي للخطر.
وفي فبراير 2024، فرضت المملكة المتحدة، بالتعاون مع الولايات المتحدة، عقوبات على بعض وحدات الحرس الثوري الإيراني بسبب صلاتها بالحوثيين، الذين وصفهم الكاتب بـ "المنظمة الإرهابية اليمنية" التي تقوم بعمليات مزعزعة للاستقرار في البحر الأحمر.
واعتبر بأن فرض العقوبات على الحرس الثوري الإيراني هو الخطوة الأخيرة في مواجهة أوسع بين الغرب وإيران، مضيفا بالقول بأنه في هذه الأزمة، لعب الحرس الثوري الإيراني دورًا حاسمًا من خلال دعم شبكة إقليمية من الميليشيات التي تهدف إلى مواجهة النفوذ الأمريكي.
وقال بأن أنشطة الحرس الثوري الإيراني الغامضة والتي غالباً ما يتم الاستهانة بها تجعل هذه الميليشيا خطيرة بشكل خاص في الجغرافيا السياسية للمنطقة، وذلك بسبب مدى صعوبة تتبعها والتنبؤ بها. فغالباً ما يقلل صناع السياسة الغربيون من حرية العمل التي يقارنونها بالجيش الإيراني النظامي.
وذكر الكاتب بأن الحرس الثوري الإيراني لديه مصالح واسعة النطاق في قطاعات مثل نقل الأسلحة وغسل الأموال وتهريب النفط. فوفقًا لصندوق النقد الدولي، تبلغ قيمة الاقتصاد الإيراني السري حوالي 140 مليار دولار، وسيكون جزء كبير منها في أيدي الحرس الثوري الإيراني. حيث تتلقى المنظمة أيضًا ثلث إجمالي الميزانية العسكرية الإيرانية السنوية.
وفي عام 2021، أطلق معهد توني بلير للتغيير العالمي برنامجًا لتقصي العقيدة السياسية والعسكرية للحرس الثوري الإيراني. ووجد أن أحد أهدافه الأولى هو زعزعة استقرار الحكومات المحلية بدعم من الخلايا والميليشيات والنشطاء. إذ تحدث هذه العمليات بشكل رئيسي في الدول الفاشلة أو شبه الفاشلة بسبب غياب سلطة الدولة القادرة على مواجهتها.
وقد دعمت إيران هذه الجهود العسكرية بمؤسسات القوة الناعمة في جميع أنحاء المنطقة. وانتشرت المؤسسات الثقافية والإنسانية التي تقوم بتجنيد السكان المحليين وتطرفهم في اليمن وسوريا والعراق وأفغانستان. ففي الأخيرة، على سبيل المثال، تعد مؤسسة الإمام الخميني للإغاثة واحدة من أكثر المؤسسات إثارة للجدل بسبب محاولاتها المزعومة للترويج للمذهب الشيعي وتحريض المشاعر المعادية للولايات المتحدة.
كما تخفي الأنشطة الإنسانية الاتجار غير المشروع بالأسلحة. وفي عام 2023، ذكرت وكالة رويترز أن إيران استغلت رحلات الإغاثة من الزلزال التي أرسلتها إلى سوريا لجلب الأسلحة إلى البلاد.