قالت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية إن التوترات الجيوسياسية والمخاطر البحرية تثير المخاوف من جديد بشأن ضعف البنية التحتية الحيوية للإنترنت مع احتدام الصراع في الشرق الأوسط، مما يركز الاهتمام على الممر المائي الاستراتيجي للبحر الأحمر.
وأضافت في تقرير لها ترجمه "يمن شباب نت"، إنه باعتبار البحر الأحمر قناة حاسمة لجزء كبير من حركة الإنترنت بين أوروبا وشرق آسيا، تجد المنطقة نفسها معرضة للخطر بشكل متزايد.
ويعد المضيق الضيق الواقع في الطرف الجنوبي للبحر الأحمر بمثابة نقطة محورية للكابلات البحرية، التي تمر من خلالها غالبية بيانات الإنترنت بين القارات.
ومع ذلك، فإن هذا الموقع الاستراتيجي محفوف بالمخاطر، الناجمة في المقام الأول عن حركة المرور البحرية الكثيفة التي تزيد من خطر حدوث أضرار عرضية لروابط الاتصالات الحيوية هذه.
وذكرت الصحيفة أن الهجمات الأخيرة التي شنها المتمردون الحوثيون المدعومين من إيران في اليمن أدت إلى تفاقم الوضع في المنطقة. ففي 24 فبراير، تعرضت ثلاثة كابلات إنترنت بحرية للانقطاع، مما أثر على خدمات الويب في الهند وباكستان وأجزاء من شرق إفريقيا.
وفي حين أن السبب الدقيق لانقطاع التيار الكهربائي لا يزال غير مؤكد، تشير التكهنات إلى الهجوم الأخير على سفينة الشحن روبيمار، والتي يشتبه في أنها من عمل قوات الحوثي.
وعلى الرغم من نفي وزارة الاتصالات اليمنية المدعومة من الحوثيين مسؤوليتها، إلا أن المخاوف تلوح في الأفق بشأن التداعيات المحتملة لمثل هذه الهجمات على البنية التحتية الحيوية.
واعترفت شركة Seacom، وهي شركة مالكة للكابلات ومقرها موريشيوس، والتي تضررت من الاضطرابات، بالتحديات اللوجستية التي تواجه إصلاح الخطوط المتضررة.
وأشارت كلوديا فيرو، مديرة التسويق في الشركة، إلى تأخيرات محتملة بسبب مشكلات التصاريح وعدم الاستقرار الإقليمي والظروف الجوية السيئة.
وبحسب وول ستريت ،فإن المشهد الجيوسياسي المعقد، والذي تفاقم بسبب الحرب الأهلية التي استمرت عقدًا من الزمن في اليمن، يزيد من تعقيد الجهود المبذولة لحماية الاتصال بالإنترنت في المنطقة.
وقالت إنه ومع سيطرة المتمردين الحوثيين على أجزاء كبيرة من الساحل الغربي للبحر الأحمر واحتفاظ الحكومة المعترف بها دوليًا بالشرق، تواجه الشركات عقبات تنظيمية ومخاطر أمنية عند نشر وإصلاح الكابلات البحرية.
وتهدد التكاليف المتصاعدة المرتبطة بالعمل في المناطق التي مزقتها الصراعات بعرقلة توسع البنية التحتية للإنترنت من قبل عمالقة التكنولوجيا مثل جوجل وفيسبوك.
حيث باتت مشاريع مثل نظام بلو رامان وكابل فيسبوك 2Africa، المصمم لتعزيز الاتصال بالإنترنت، معرضة للخطر بسبب التحديات المتزايدة في منطقة البحر الأحمر.
وفي حين أن الكابلات البحرية توفر وسيلة فعالة من حيث التكلفة لنقل البيانات الدولية، فإنها عرضة لمخاطر مختلفة، بما في ذلك الأضرار العرضية الناجمة عن الأنشطة البحرية مثل صيد الأسماك وسحب المرساة.
وللتخفيف من هذه المخاطر، يؤكد خبراء الصناعة على أهمية تنويع طرق الإنترنت واستكشاف مسارات بديلة تتجاوز المناطق المعرضة للصراع مثل البحر الأحمر.
وتبذل الجهود للتغلب على هذه التحديات، حيث تستكشف بعض شركات الإنترنت طرقًا عبر المملكة العربية السعودية للتحايل على المياه المضطربة بالقرب من اليمن.
ومع ذلك، فإن العراقيل التنظيمية والتعقيدات اللوجستية تشكل عقبات هائلة أمام هذه المساعي، مما يؤكد التوازن الدقيق بين الأمن والاتصال والمصالح الاقتصادية في مجال الاتصالات العالمية.