أعترف قيادي في مليشيا الحوثي الانقلابية باستغلال جماعته القضية الفلسطينية للتهرب من الأزمة الاقتصادية ومن تبعات عدم دفعها للرواتب، وتوفير الخدمات في المحافظات التي تسيطر عليها تحت قوة السلاح.
 
جاء ذلك على لسان القيادي الحوثي، سلطان السامعي، عضو ما يسمى بالمجلس السياسي الأعلى، خلال كلمة له في جلسة برلمان المليشيا غير المعترف به في صنعاء، وفقا لما كشفه البرلماني أحمد سيف حاشد.
 
ووفق حاشد "أقسم السامعي في كلمته بعد أن رددها مرتين بالقول: "والله لولا قضية فلسطين لكان الشعب أكلكم وأكلنا كلنا". في إشارة إلى السخط الشعبي المتنامي ضد الجماعة.
 
وطالب سلطان السامعي، من البرلمان غير المعترف به، سحب الثقة من وزير التجارة والصناعة في حكومة المليشيا غير المعترف بها، وإحالته للمحاكمة نتيجة الفساد. بحسب البرلماني حاشد.
 
ومنذ منتصف نوفمبر/ تشرين ثاني الماضي، بدأ الحوثيين الهجمات في البحر الأحمر ضد السُفن الإسرائيلية في البحر الأحمر، ويقولون "أن هجماتهم لمساندة الشعب الفلسطيني"، وهذا جعل الولايات المتحدة وبريطانيا ينفذون ضربات في اليمن منذ منتصف يناير/ كانون أول.
 
ويحشد الحوثيين على المستوى الشعبي والرسمي في مناطق سيطرتهم لمساندة فلسطين، ويقولون إنهم يواجهون عدوان أمريكي بريطاني، وهذا ما جعل القضايا المحلية المتعلقة بالمعيشية خارج اهتمام الجماعة، رغم تدهور المعيشية لدى ملايين اليمنيين.
 
وقبل الحرب الإسرائيلية على غزة، كان مسار الأزمة اليمنية يتجه نحو تسوية سياسية، بعد هدنة مستمرة منذ إبريل/ نيسان 2022، والتي تصاعدت خلالها المطالب الشعبية من سلطات الامر الواقع للحوثيين، بتحمل مسؤوليتهم تجاه المواطنين بمناطق سيطرتهم، وتسائلوا عن إيرادات المؤسسات الحكومية مع توقف الحرب.
 
ويرى مراقبون، أن ميلشيات الحوثي استغلت القضية الفلسطينية، من أجل الهروب من الضغط الشعبي الذي تواجهه جراء تردي الوضع المعيشي، وحالة اللاحرب واللاسلم التي فرضت دون أفق لإنهاء معاناة اليمنيين، في ظل استمرار سطوة الميلشيات دون تحمل أي مسؤولية إزاء التردي المعيشي وانقطاع الرواتب عن الموظفين.
 
وللعام التاسع على التوالي ماتزال حالة الحرب مستمرة في اليمن، والتي خلفت أزمة إنسانية كبيرة، ومئات الآلاف من القتلى والجرحى، في حين تبدو أفق الوصول إلى اتفاق ينهي الحرب بعيدة.