شكا سكان مديرية الحوك بمحافظة الحديدة من طفح المجاري الذي يحاصر منازلهم منذ اشهر.
وقال سكان محليون ل"يمن شباب نت" ان المجاري التي تنتشر في احياء وحارات مديرية الحوك، تسببت في انتشار البعوض الناقل للحميات وانبعاث الروائح الكريهة التي أزكمت انوفهم واصبحت الحياة مع مثل هذا الوضع لا يطاق.
واضاف السكان ان الامراض والحميات تنتشر بينهم خصوصا الاطفال وأصبحوا هدفا سهلا لنواقل الامراض التي تعيش بين مياه المجاري والتي تتكاثر وسط المناطق غير النظيفة، الامر الذي يهدد حياتهم وحياة اطفالهم.
ويتجه السكان الى النوم في اسطح المنازل وفناء بيوتهم بسبب الاطفاء التام للتيار الكهربائي الذي تعاني منه المحافظة منذ عام ونيف، الامر الذي جعلهم عرضة للبعوض وتعرضهم للروائح الكريهة التي تضاعف من معاناتهم وتتسبب في اصابة الجهاز التنفسي بعدة امراض بحسب اطباء متخصصون.
من جهته اكد الدكتور هزاع القدسي المتخصص في امراض الحميات ان البيئة الغير نظيفة تكون سببا في انتشار الامراض وعلى وجه الخصوص "الحميات " التي يعاني منها سكان الحديدة وتنتشر في السهل التهامي ويكون ابرز نواقلها البعوض الذي يتوالد في المياه الراكدة مثل مياه المجاري المنتشرة في عدد من احياء وحارات المحافظة، وكذلك الاسهالات الناتجة عن بكتيريا تصيب الجهاز المعدي المعوي ويسهم بشكل كبير "الذباب" المنتشر هذه الايام في انتشار هذا المرض.
بدورنا اتجهنا الى مؤسسة المياه والصرف الصحي بالمحافظة لمعرفة اسباب المشكلة عن قرب ودور المؤسسة للقيام بواجبها في التدخل وانقاذ السكان والتخفيف من معاناتهم جراء طفح المجاري التي يعاني منها السكان منذ بضعة اشهر، حيث استقبلنا موظفوها بوجوه شاحبة تحيطهم مشاكل جمة اقلها توقف رواتبهم منذ عدة اشهر.
ويؤكد موظفو المؤسسة انهم لم يحصلوا على رواتبهم منذ ثلاثة اشهر في ظل صمت وتجاهل مديرهم المعين من قبل الميليشيات ولم يهتم بمعاناة السكان والموظفين واتجه نحو المتاجرة بالنفط المخصص لتشغيل المؤسسة ويقوم ببيعها في السوق السوداء عبر سماسرته من الميليشيات واصبحت المؤسسة خاوية على عروشها، عاجزة عن القيام بدورها الخدمي.
وتحاصر المجاري عدد من الاحياء والحارات في المدينة الساحلية التي تتفاقم فيها المعاناة يوما بعد اخر منذ سيطرة ميليشيات الحوثي والمخلوع عليها، ولم تعد "الحديدة" عروسا كما كانت، بل حولتها الميليشيات الى محافظة منكوبة، ولم تشفع لهذه المحافظة رفد خزينة الدولة بثلث الايرادات، بل اصبحت المحافظة الوحيدة التي يتغذى عليها الانقلابيون وينهبون ايراداتها، ويمولون جبهاتهم القتالية، دونما رحمة بسكانها الذين تحولت حياتهم الى جحيم وكابوس لا يطاق.