كشف تقرير أممي حديث أن 77% من النازحين في اليمن خلال العام الجاري 2023 نزحوا جراء التغيرات المناخية وما صاحبها من أمطار وفيضانات.
وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) في أحدث تقرير له عن الوضع الإنساني في اليمن، إن الفيضانات الناجمة عن التغيرات المناخية كانت السبب الرئيسي في نزوح ما نسبته 77% من إجمالي أكثر من 300 ألف شخص نزحوا حديثاً أو بشكل ثانوي في البلاد، خلال الفترة بين يناير ونوفمبر من العام الجاري 2023.
وأضاف التقرير أن اليمن يعاني من تفاقم آثار تغير المناخ، حيث تؤدي الكوارث الطبيعية الناجمة عنه إلى زيادة التحديات الموجودة مسبقاً للأزمات، ويعد المحرك الرئيسي للاحتياجات وتسريع حالات الطوارئ الإنسانية، كما أن هذه الكوارث تشكل تهديدا كبيرا لحياة العديد من المجتمعات المحلية وسبل عيشها ورفاهها.
ولفت إلى أن التغيرات المناخية بمافي ذلك أنماط هطول الأمطار وماينتج عنها من فيضانات تزيد من تعقيد الأزمة الإنسانية في اليمن وخاصة بالنسبة للمجتمعات الأكثر ضعفا، بما في ذلك 4.56 مليون نازح داخلياً في جميع أنحاء البلاد.
وأشار إلى أن اليمن ـ الذي حل في المرتبة الثالثة عالميا وفقا لمؤشرات مخاطر المناخ (2022)ـ، شهد في السنوات الأخيرة طفرة في حدوث الأعاصير المطرية وشدتها ومدتها، فبحسب تقرير صادر عن البنك الدولي خلال الفترة من 2001 إلى 2019، زادت الأعاصير في بحر العرب بنسبة 52% في تواترها، و80% في مدتها، وازدادت شدتها مقارنة بالفترة التي سبقتها قبل عقدين من الزمن.
وأوضح التقرير أن إعصار تيج الذي ضرب المحافظات الساحلية الشرقية لليمن (المهرة وحضرموت وجزيرة سقطرى) في أواخر أكتوبر 2023، جلب معه أمطار غزيرة وفيضانات ورياح قاتلة أثرت على أكثر من 18 ألف أسرة، وتسبب بتدمير العديد من المنازل، وتهجير آلاف العائلات، وإتلاف وتدمير مواقع الأسر النازحة، وتعرضت البنية التحتية العامة لأضرار كبيرة، مما أدى إلى تعطيل الوصول إلى الخدمات الأساسية، وبروز حاجة كبيرة للمساعدة.