تحت عنوان "الحرب تحت الأرض" نشرت مجلة الإيكونوميست البريطانية تقريراً أشار إلى أن ما بات يعرف بـ"مترو غزة" يمثل صداعًا كبيرًا لجيش الاحتلال الإسرائيلي الذي يأمل أن تساعده التكنولوجيا في القتال في أنفاق حركة المقاومة حماس.
ووفق المجلة «Economist» يبلغ طول شبكة الأنفاق التي بنتها حماس تحت القطاع مئات الكيلومترات. ويضم مراكز قيادة ومستودعات للأسلحة ومخازن للأغذية والوقود. وهو يمنح مقاتلي حماس القدرة على نصب كمائن للقوات الإسرائيلية، والاحتماء من القنابل والمدفعية.
وقالت بأن هدف إسرائيل المعلن هو تدمير حماس، ولذلك تحاول قواتها، التي دخلت غزة يوم 27 تشرين الأول/ أكتوبر، مهاجمة الأنفاق وتدميرها، "لكن القتال تحت الأرض سيكون عملاً شاقاً وقاتلاً".
وبحسب التقرير سوف يلجأ جيش الاحتلال الإسرائيلي لاستخدام مجموعة متنوعة من التكنولوجيا لمساعدة جنوده في هذه المهمة.
وبما أن شبكة الجواسيس الإسرائيلية في غزة تضاءلت منذ انسحابها في عام 2005 حسبما يقول مايكل ميلشتاين، عقيد في جيش الاحتلال، ستكون طائرات المراقبة بدون طيار أحد البدائل، اضافة إلى الأقمار الصناعية.
رغم أن جويل روسكين، عالم الجيومورفولوجيا قام بتحليل شبكات الأنفاق خلال فترة وجوده في جيش الاحتلال، يشير إلى "أن الأنقاض التي نتجت عن القصف الإسرائيلي لغزة ستجعل هذا النوع من التحليل أكثر صعوبة".
ويمكن للقوات أيضًا استخدام الرادار المخترق للأرض، والذي يمكنه اكتشاف الفراغات التي يصل عمقها إلى 30 مترًا تحت السطح في الظروف المثالية. لكن التربة الساحلية المالحة في غزة بعيدة كل البعد عن المثالية.
ومن الناحية العملية، تقتصر نطاقات الكشف على بضعة أمتار. ويقول الدكتور روسكين إن هذه التكنولوجيا أثبتت أنها "غير موثوقة" في الماضي.
وقال مسؤول أمني إسرائيلي إن جيش الاحتلال سيستخدم "القنابل الإسفنجية"، حيث تحتوي هذه المواد على مواد كيميائية، والتي عند خلطها، تتوسع لتشكل رغوة صلبة كثيفة، مما يسد النفق ويكسب الوقت اللازم لهدم مناسب بالمتفجرات في وقت لاحق.
وخلص تقرير الإيكونوميست إلى أن كلا الجانبين يخوضان معركة وحشية، حيث تأمل حماس أن تساعدها أنفاقها في التعويض عن التفوق الساحق الذي يتمتع به الجيش الإسرائيلي في القوة النارية. وفي الوقت نفسه، يأمل الإسرائيليون أن تتمكن التكنولوجيا الخاصة بهم من تحويل تلك الأنفاق نفسها من ملجأ إلى فخ.