كشفت منظمة أطباء بلا حدود، عن ارتفاع غير مسبوق في عدد مرضى الحصبة في مناطق سيطرة مليشيا الحوثي شرقي محافظة تعز (جنوب غرب اليمن) بزيادة وصلت إلى عشرة أضعاف خلال ثلاثة أشهر.
وأكدت المنظمة في بيان لها، الخميس، أن "عدد مرضى الحصبة القادمين إلى مستشفى بلا حدود للأم والطفل في تعز الحوبان ارتفع في الأشهر الأخيرة. حيث رأى أطباء المنظمة أكثر من 547 طفلاً مصاباً بالحصبة في المستشفى منذ يونيو/حزيران الماضي فقط".
ونقل البيان عن منسق مشروع أطباء بلا حدود في تعز الحوبان جوزيف أليك قوله "كان هناك ارتفاع ملحوظ في عدد مرضى الحصبة الذين نستقبلهم في مستشفانا، حيث زاد عدد المرضى بمقدار 10 أضعاف على الأقل في ثلاثة أشهر، فقط وهي زيادة مقلقة لم نشهدها منذ اليوم الذي بدأنا فيه العمل في هذا المستشفى قبل سبع سنوات".
وأضاف المسؤول في المنظمة: "ما نراه في مرفقنا ما هو إلا عدد الأشخاص القادرين على الوصول إلى المستشفى للحصول على العلاج الطبي".
وتابع: "نعتقد أن هناك انتقالاً نشطاً لهذا المرض شديد العدوى بين المجتمع، لأن غالبية مرضانا يأتون من مختلف المناطق المحيطة بشكل رئيسي من التعزية ودمنة خدير وصبر الموادم".
واستطرد أليك قائلاً: "نحن نخشى أن يكون عدد الأشخاص المصابين أكبر بكثير، وعموماً لا يأتي الناس إلى المستشفى حتى تصبح أعراضهم ظاهرة للغاية بحيث لا يمكن تجاهلها".
وأشار الى أنه استجابة لذلك، أنشأت منظمة أطباء بلا حدود وحدة عزل قابلة للتوسعة تضم 18 سريراً في المستشفى، وتم معالجة أكثر من 490 مريضاً حتى الآن - معظمهم من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين تسعة أشهر وخمس سنوات - وأحالت 100 مريض على الأقل لتلقي الرعاية الحرجة في مرافق صحية أخرى".
وخلال السنوات الأخيرة، شنت مليشيا الحوثي الإرهابية، حملات تضليل وشيطنة مناهضة للقاحات، ما أدى إلى عودة تفشي مرض شلل الأطفال والحصبة في مناطق سيطرتها ومنها إلى عموم اليمن.
ووفقا لآخر إحصائية صادرة عن منظمة الصحة العالمية في أغسطس فإن "عدد الحالات المشتبه إصابتها بالحصبة حتى نهاية شهر يوليو بلغت 34 ألف و300 حالة، مع تسجيل 413 حالة وفاة".
والحصبة مرض فيروسي شديد العدوى ينتشر بسهولة في الأماكن المكتظة بالسكان، ويؤثّر في الغالب على الأطفال دون الخامسة، بحسب منظمة أطباء بلا حدود. ويُعَدّ هذا المرض خطراً خصوصاً على الأشخاص الذين يعانون في الأساس من مشكلات صحية، وعلى الرغم من أنّه قد يكون مميتاً، فإنّ الوقاية منه ممكنة من خلال اللقاحات.